محدش فاهم حاجة
وفاة والد أطفال دلجا الستة تُعمّق مأساة الأسرة المنكوبة.. لغز الرحيل الجماعي ماعدا الام!!

توفي صباح اليوم "ناصر محمد علي"، والد الأطفال الستة الذين لقوا مصرعهم في ظروف غامضة بقرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، وذلك أثناء تلقيه العلاج داخل العناية المركزة بمستشفى أسيوط الجامعي.
رحل الأب في صمت، بعد أيام قليلة من رحيل أطفاله واحدًا تلو الآخر، وكان آخرهم الطفلة "فرحة"، التي وافتها المنية قبل يومين، دون أن يعلم والدها بذلك، حيث دخل في غيبوبة شبه كاملة نتيجة تدهور حالته النفسية والجسدية التي لم يحتمل معها وقع الفاجعة.
رحيل جماعي غامض يصدم قرية دلجا
تعود بداية المأساة إلى الأيام القليلة الماضية، عندما فوجئ أهالي قرية دلجا بوفاة متتالية لستة من أطفال الأسرة ذاتها في مشهد أثار الحيرة والذعر، وسط تباين الروايات حول السبب الحقيقي وراء هذه الوفيات المفاجئة.
وبحسب مصادر طبية مطلعة، فإن الأب الراحل كان قد أُصيب بنفس الأعراض التي ظهرت على أطفاله قبل وفاتهم، وهو ما زاد من تعقيد القضية، ودفع السلطات الصحية والجنائية إلى فتح تحقيق موسع يشمل جميع جوانب الحادث.
النيابة تحقق والنتائج ما زالت غائبة
النيابة العامة من جهتها أصدرت تعليماتها في وقت سابق باستخراج جثامين بعض الأطفال لعرضها على الطب الشرعي، كما أمرت بأخذ عينات من الطعام والمياه والطيور المنزلية والخبز لفحصها معمليًا، في محاولة للوصول إلى سبب علمي أو جنائي وراء هذه الكارثة.
وعلى الرغم من مرور عدة أيام على الحادث، لم تُعلن بعد النتائج الرسمية للفحوصات والتقارير، مما ترك الباب مفتوحًا أمام التأويلات، في ظل تضارب الأنباء بين احتمالات التسمم الغذائي، والتلوث، أو الإصابة بمرض نادر لم يُكتشف بعد.
وزارة الصحة تطمئن.. والأم في حالة انهيار
في محاولة لطمأنة المواطنين، أصدرت وزارة الصحة بيانًا رسميًا أكدت فيه أن الحالات المسجلة لا تشير إلى وجود شبهة لوباء معدٍ مثل الالتهاب السحائي، وأن الوضع تحت السيطرة، ولا يمثل خطرًا على الصحة العامة في محيط القرية أو المحافظة.
إلا أن تلك التطمينات لم تنجح في تهدئة حالة الحزن والصدمة التي خيمت على قرية دلجا، حيث لا تزال الأم، الناجية الوحيدة من هذه الفاجعة، في حالة نفسية منهارة، غير قادرة على استيعاب الكارثة التي أطاحت بأسرتها بالكامل في غضون أيام قليلة.
قضية إنسانية تتجاوز المأساة
قضية أسرة دلجا لم تعد مجرد حدث محلي، بل تحولت إلى قضية إنسانية وطنية، تُسلّط الضوء على جوانب متعددة تتعلق بالرعاية الصحية والرقابة الغذائية وسرعة الاستجابة في المناطق الريفية، خاصة مع وجود مؤشرات أولية بأن الأسباب قد تكون ناتجة عن مواد غذائية ملوثة أو خلل بيئي داخل المنزل.
وقد طالب العديد من النشطاء والمتخصصين بسرعة إعلان نتائج التحقيقات الرسمية، وشفافية نشرها للرأي العام، ليس فقط من باب العدالة والمحاسبة، ولكن أيضًا لتجنب تكرار المأساة في مناطق أخرى قد تعاني من ظروف مشابهة.
وداعًا ناصر.. الأب الذي كُسرت روحه
برحيل "ناصر محمد علي"، تُغلق صفحة موجعة من قصة حزينة كتبت سطورها الأخيرة بالحزن والدموع. أب فقد أطفاله الستة، وانكسر قلبه قبل جسده، ليفارق الحياة دون أن يودّعهم أو يعرف حتى أنهم رحلوا قبله.
ويبقى السؤال المؤلم معلقًا دون إجابة: ما الذي حدث لأسرة دلجا؟ وهل سيتمكن الطب والقانون من كشف الحقيقة قبل أن تتكرر الكارثة في بيت آخر؟
حتى ذلك الحين، تظل دلجا تبكي أبناءها، وتنتظر العدالة والبيان.