واقعة صادمة في عزبة مدكور.. طفل يعتدي على زميله بـ موس بسبب سخرية

تحول لفظ بسيط من كلمات التنمر إلى مأساة إنسانية حقيقية، بعد أن أقدم طفل في المرحلة الابتدائية على تشويه وجه زميله باستخدام شفرة حلاقة "موس"، في حادث صادم شهدته منطقة عزبة مدكور التابعة لمحافظة الجيزة.
"يا تخين".. الكلمة التي فجّرت الغضب
الضحية هو "معاذ"، تلميذ بالصف السادس الابتدائي في مدرسة تجريبية، كان يتعرض منذ فترة لتعليقات مهينة من أحد زملائه، وصفه خلالها بكلمة "تخين"، ما تسبب له في ضيق نفسي دفعه في كثير من الأوقات للعزلة والابتعاد عن مصدر الإهانة.
وروى "معاذ" أنه حاول تجاهل المتنمر مرارًا وتكرارًا، إلا أن الأخير لم يتوقف، بل استمر في ملاحقته بالألفاظ الجارحة في الشارع والمدرسة.
الهجوم الغادر بشفرة حلاقة
في يوم الواقعة، خرج معاذ للعب كعادته، لكنه فوجئ بظهور المتنمر مجددًا في الشارع، وبدأ يناديه بنفس اللفظ المهين، فما كان من معاذ إلا أن حاول الابتعاد بهدوء. غير أن المعتدي، بحسب رواية الطفل وأسرة الضحية، قرر الانتقام، فالتقط شفرة حلاقة كانت ملقاة أمام محل، وتظاهر برغبته في "الصلح"، وما إن اقترب معاذ حتى غدر به، وأصابه بجرح عميق في وجهه.
الاعتداء وقع أمام أعين بعض أقارب الجاني، الذين لم يتدخلوا لوقف الاعتداء، وفق ما ذكرته الأسرة في بلاغ رسمي.
ساعات حرجة في المستشفى
نُقل معاذ وهو ينزف إلى عدة مستشفيات، إلا أن حالته الحرجة دفعت بعضها لرفض استقباله، حتى تمكنت أسرته من إدخاله إلى مستشفى خاص، حيث دخل غرفة العمليات لمدة خمس ساعات كاملة.
وقال معاذ، وهو لا يزال يعاني من آثار الهجوم: "أنا وشي اتقطع وجسمي كله بيوجعني، كل يوم بصحى خايف أبص في المراية.. مش عارف هعرف أعيش إزاي كده؟ ولما أكبر، هشتغل إزاي؟ الناس هتبصلي إزاي؟"
وأضاف: "أنا معملتش له حاجة، كنت دايمًا بسيبه وأبعد، بس هو صمم يأذيني… مش طالب غير حقي، وعايز محدش تاني يتأذى زَيّي".
بلاغ وهروب.. ثم ضبط الجاني
حررت الأسرة محضرًا رسميًا بالواقعة، لكنهم فوجئوا، بحسب والد الطفل، بأن أسرة المتهم هربت من المنطقة فور وقوع الحادث، وأخفت الطفل عن أعين الجميع.
إلا أن الأجهزة الأمنية تمكنت من تحديد مكان الطفل الجاني، وألقت القبض عليه، وتم إيداعه إحدى دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن لحين اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
قضية رأي عام تنتظر العدالة
أثارت الواقعة غضبًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بمحاسبة الأسرة التي تسببت في تشويه حياة طفل بريء، وتشديد الرقابة على ظاهرة التنمر بين الأطفال والتي قد تتطور إلى أعمال عنف جسدي.