من عش الزوجية إلى مسرح جريمة.. نهاية مأساوية لربة منزل في عين شمس

شهدت منطقة عين شمس بالقاهرة جريمة مأساوية هزت الشارع المصري، بعدما أقدم سائق تاكسي على قتل زوجته خنقًا أمام أعين طفلتيه الصغيرتين، مبررًا جريمته بشكه المتكرر في سلوكها، في واقعة جديدة من سلسلة جرائم العنف الأسري التي تترك آثارًا دامية على الأبناء.
تفاصيل الواقعة
التحريات الأولية كشفت أن الزوجة المجني عليها هي أم لطفلتين، وكانت قد انفصلت عن المتهم منذ نحو 6 سنوات، قبل أن يعود إليها مؤخرًا بعد زواجه من أخرى. ورغم ترددها، وافقت الزوجة على العودة خوفًا على مستقبل طفلتيها الصغيرتين، فاستأجر الزوج شقة جديدة بمنطقة عين شمس، وعاشا فيها مع أبنائهما لمدة شهرين فقط.
لكن أحلام الزوجة في حياة مستقرة لم تكتمل؛ إذ خطط الزوج لإنهاء حياتها دون أن يترك أي مبرر سوى "الشك في السلوك". وفي يوم الجريمة، عاد من عمله كالمعتاد، وتناول الطعام الذي أعدته له زوجته، متظاهرًا بالهدوء والوداعة. وما أن انتهى من الطعام، باغتها بخطة محكمة، حيث أمسك بقطعة قماش وانقض عليها، وظل يخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة أمام طفلتيها.
اعتراف سريع
بعد أقل من ساعة على ارتكاب الجريمة، أمسك المتهم بهاتفه واتصل بالشرطة ليبلغهم بجريمته، مؤكدًا أنه قتل زوجته داخل شقتهما، وأن طفلتيه ما زالتا بجوار جثة الأم. وعلى الفور، تحركت قوات الأمن إلى المكان، لتجد الطفلتين في حالة صدمة نفسية بجوار جثة والدتهما، بينما كان الأب في انتظار رجال الشرطة أسفل العقار ليسلم نفسه دون مقاومة.
روايات الجيران
شهادة الجيران أظهرت حجم الصدمة التي عاشها سكان المنطقة، إذ قال أحدهم ويدعى "م. رش": "من يوم ما رجعت المجني عليها للمنطقة مكانش فيه أي مشاكل، ولا عمرنا سمعنا بينهم خناقة.. حتى كنا فاكرين إنه رجعها حرصًا على عياله، لكن مكنّاش متوقعين إنه بيخطط يقتلها"، وأضاف: "يوم الواقعة فوجئنا بوجود الشرطة في الشارع، مفيش حد سمع صوت استغاثة، وبعدها شفنا الأطفال نازلين مع الشرطة وسمعنا أنه قتل مراته".
كما أشار بعض الأهالي إلى أن شقة الضحية تعرضت لمحاولة سرقة في يوم الحادث نفسه، قبل ساعات قليلة من وقوع الجريمة، حيث حاول مجهولون اقتحام المنزل، لكن تدخل الجيران حال دون ذلك، ليفر اللصوص هاربين.
جهود الأمن والنيابة
رجال المباحث بالقاهرة تمكنوا من ضبط المتهم على الفور، حيث اعترف بجريمته مدعيًا أن شكوكه المتكررة في سلوك زوجته كانت الدافع وراء قتلها. وقد تحرر محضر بالواقعة، وأمرت النيابة العامة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات مع استدعاء شهود العيان والاستماع لأقوال الجيران.
الجريمة أعادت فتح ملف العنف الأسري وأثره المدمر على الأطفال، إذ وجد الصغيرتان نفسيهما شاهدتين على مقتل والدتهما بأبشع صورة وعلى يد أقرب الناس إليهما.