حوادث اليوم
الأربعاء 17 سبتمبر 2025 04:15 مـ 25 ربيع أول 1447 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

ليلة الرعب في الزاوية الحمراء.. زوج قعيد يذبح زوجته أثناء نومها

جثة
جثة

شهدت منطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة جريمة قتل مأساوية تقشعر لها الأبدان، بعد أن أقدم رجل قعيد على قتل زوجته بطريقة وحشية أثناء نومها، مستخدمًا مقصًا حديديًا وشاكوشًا، لينهي حياة شريكة عمره التي أفنت حياتها في رعايته وأبنائه الثلاثة.

بداية القصة.. زواج تقليدي وحياة بسيطة

في منتصف عام 2000، تزوج "صابر. ا." (كان يعمل على عربة مأكولات شعبية قبل إصابته بالمرض) من "سهام"، وهي ربة منزل بسيطة تعمل بائعة في الأسواق بجانب عملها في الخياطة. الزواج تم بشكل تقليدي، ونتج عنه ثلاثة أبناء، عاشوا جميعًا في شقة متواضعة بمنطقة الزاوية الحمراء.

الحياة بدت في بدايتها مستقرة، حيث عمل الزوج على عربة مأكولات "سمين" في منطقة الأميرية، بينما ساعدته زوجته في تجهيز اللحوم والمأكولات، وكانت تقوم برعاية أبنائهما وشؤون المنزل. ومع مرور السنوات ذاع صيت العربة، وأصبح الإقبال عليها متزايدًا، مما دفع الزوج للمطالبة بشراء "تروسكل" ليعينه على نقل اللحوم من المجزر.

أزمة مالية وبداية الخلافات

استجابت الزوجة لطلب زوجها، ونجحت في تدبير مبلغ مالي من والدها وأعطته لزوجها، لكنه أنفق المال دون شراء التروسكل، وهو ما أثار غضبها. احتدت الخلافات بينهما، لكنهما واصلا حياتهما معًا، حتى وقعت الكارثة الكبرى.

حادث السقوط الذي غيّر كل شيء

في نهاية عام 2020، صعد الزوج إلى سطح العقار لصيانة "الدش"، لكنه سقط من الطابق الخامس وأصيب إصابة بالغة تسببت في شلل نصفي، أقعده عن الحركة بشكل طبيعي، وجعل حياته كلها رهينة المساعدة المستمرة.

لم تتخل الزوجة عن زوجها، بل وقفت بجانبه، وتحملت مسؤولية العربة وحدها، فكانت تذهب فجراً إلى المجزر لجلب اللحوم، ثم تعود إلى البيت لتجهيزها وطهيها، قبل أن تتوجه إلى الأميرية لبيعها. لم تكتف بذلك، بل اشترت ماكينة خياطة لتوفير دخل إضافي للأسرة، وسعت لتربية أبنائها الثلاثة بأفضل صورة ممكنة.

قسوة بدلًا من الوفاء

على الرغم من كل ما قدمته الزوجة، إلا أنها لم تلقَ التقدير من زوجها، بل قابلها بالقسوة والضرب والإهانات المستمرة. كانت تروي لجيرانها أنها تعيش حياة صعبة مع رجل لا يرحمها ولا يقدّر مجهودها. ومع ذلك، واصلت صبرها حفاظًا على بيتها وأبنائها.

الزوج، من جانبه، بدأ يعيش صراعًا نفسيًا داخليًا بسبب مرضه، وأصبح أسيرًا لأفكار الشك في سلوك زوجته، متخيلاً أنها قد تهجره وتطلب الطلاق للزواج بآخر، خاصة بعد أن فقد قدرته على العمل والحركة الطبيعية.

ليلة الجريمة.. نوم تحوّل إلى مأساة

في إحدى ليالي منتصف يونيو الماضي، نام الزوج منفردًا على السرير كعادته منذ إصابته، بينما تمددت زوجته على الأرض بجواره. ظل يترقب حتى تأكد من نومها، ثم انقض عليها مسددًا لها طعنات متفرقة بمقص حديدي حتى كُسر في صدرها، ولم يكتفِ بذلك، بل أمسك بشاكوش كان بجانبه وهشم رأسها حتى فارقت الحياة.

اعتراف صادم

بعد الجريمة مباشرة، اتصل المتهم بشقيقه قائلاً: "أنا قتلت مراتي.. تعالى لي". حضر الشقيق على الفور واصطحبه إلى قسم شرطة الزاوية الحمراء، حيث سلّم نفسه واعترف بتفاصيل الواقعة أمام رجال المباحث.

التحقيقات: "الشك دمرني"

في التحقيقات، قال المتهم: "مراتي عمرها ما قصرت معايا.. كانت بتشتغل وتنفق عليا وعلى العيال.. لكن أنا كنت خايف تسيبني وتتجوز غيري.. الشك دمرني". وأكد أن ما دفعه للجريمة هو خوفه من فقدانها، رغم إقراره بأنها كانت مخلصة له وصابرة على مرضه.

أحالت النيابة العامة المتهم إلى محكمة الجنايات، التي وجهت إليه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وبعد جلسات المحاكمة، صدر الحكم النهائي بإعدامه شنقًا جزاءً لما اقترفته يداه.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found