الطلاق القديم يتحول لكابوس.. زوج يقتل زوجته أمام عيني ابنها ويخفّي الجثة

بدأت الحكاية عام 2007 عندما تزوجت سعاد م. تقليديًا من هيثم، المزارع الأكبر منها بسنتين، وسكن الزوجان في منزل والدة الزوج. لم يكد يمر عام على الزواج حتى بدأت المشاكل تطفو على السطح. لم يراع الزوجان الجنين الذي نبت في رحم سعاد، والذي وُلد ليصبح الطفل باسم.
مع ولادة باسم، تزوج والد الطفل مرة أخرى، ورُزق بطفلين آخرين، بينما رفضت والدته الزواج مجددًا مكتفية بتربية ابنها وحيدة، ومواجهة وصمة “المطلقة” في بطاقتها الرسمية ونظرات المجتمع القاسية.
الطفولة المليئة بالألم: كلمة تُشعل جرحًا قديمًا
كبر باسم وأصبح في مقتبل المراهقة. في أغسطس 2020، وقع شجار بينه وبين زميله، وفي اليوم التالي حضر والد زميله إلى البيت ليعنف باسم قائلاً له: "أنت تربية ست". هذه الكلمات كسهم أصاب قلب الطفل، وأعاد فتح جرح الطلاق الذي عمره 12 سنة، وجعل باسم يحمل والدته المسؤولية عن الإهانة التي تعرض لها.
القرار المصيري: عودة سعاد إلى بيت الزوج
علم والد باسم بما حدث، فقرر إعادة والدته إلى عصمته بعد 12 سنة من الانفصال. عاشت الأسرة الثلاثة تحت سقف واحد لأول مرة منذ سنوات، لكن السعادة لم تدم طويلًا. بعد شهر واحد فقط، عادت طباع هيثم القديمة، وبدأ الاعتداء بالضرب تدريجيًا، واستمر الألم والخوف في حياة سعاد.
صمت وتحمل الألم: الخوف من نظرة المجتمع
لم ترحل سعاد هذه المرة خوفًا من وصفها مرة أخرى بالمطلقة مرتين، فظلّت تتحمل الضرب والصمت، إلى أن جاء شهر رمضان عام 2022. في آخر أيامه، وبينما تستعد الأسر في القرية لعيد الفطر، كان منزل سعاد مسرحًا لعنف جديد.
الفصل الأخير: الجريمة المروعة
مع أول أيام العيد، خرج باسم للنزهة بناءً على نصيحة والده، واستغل هيثم انفرادها بالمنزل. في لحظة غضب، أحكم قبضته على رقبة زوجته وخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة. لم يكتفِ بذلك، بل حمل الجثة ودفنها في حظيرة المواشي بالمنزل.
اكتشاف الجريمة والتحقيقات
عاد باسم من نزهته ليجد والدته غائبة، فسأل والده عن مكانها، فأخبره أنها خرجت لشراء بعض احتياجات المنزل. عند تضييق الخناق على الزوج، اعترف بقتلها ودفنها، وقادت التحريات رجال الشرطة لاستخراج الجثة.
العقوبة: نهاية القاتل
قضت محكمة جنايات المحلة، الدائرة الأولى بمعاقبة هيثم بالسجن لمدة 15 عامًا بعد سماع مرافعة النيابة العامة ودفاع المتهم، لتكون العدالة قد انتصرت للضحية، مدرسة القرآن التي كانت تُحفظ الأطفال أصول الدين، بينما تحولت حياتها إلى مأساة مأساوية.