حجر قاتل.. عامل ينهي حياة متشرد فوق سطح منزله بسبب ”صرخة أخته”

تعود تفاصيل الواقعة إلى المجني عليه ويدعى "محمد ح"، الذي عاش حياة التشرد بعد انفصاله عن زوجته، واتخذ من شوارع الجيزة مأوى له. وبمرور الوقت، استقر على النوم فوق سطح منزل عائلة المتهم، حيث كان يضع فراشه على السلم بين آخر طابق والسطح.
أهل البيت ومن بينهم المتهم عامل يُدعى "تامر س"، لم يطردوا الرجل بل تعاطفوا مع حالته الإنسانية، وسمحوا له بالبقاء، بل كانوا يقدمون له الطعام والملابس بين الحين والآخر.
الجانب المظلم: المخدرات والعزلة
رغم العطف الذي لاقاه من الأسرة، فإن المجني عليه كان قد اعتاد على تعاطي المواد المخدرة، تاركًا ابنته لوالدتها تتولى تربيتها ورعايتها. هذه الظروف المأساوية دفعته إلى سلوكيات غير متزنة، وكان كثيرًا ما يثير القلق في محيط المكان.
لحظة الرعب: محاولة التهجم على شقيقة المتهم
في يوم الواقعة، وبينما كانت شقيقة المتهم بمفردها داخل الشقة، فوجئت بطرق شديد على الباب، لتفتح وتجد أمامها المتشرد الذي حاول اقتحام المنزل. أصيبت الفتاة بحالة فزع شديد، وصرخت بقوة، ما دفعه للهرب على الفور.
عندما عاد شقيقها "تامر"، أخبرته بما جرى، فغضب وقام بحمل فراش المجني عليه وإلقائه بالشارع، في رسالة واضحة بأن وجوده لم يعد مقبولًا بعد تعديه على حرمة المنزل.
مشادة تتحول إلى مأساة
بعد ساعات، عاد المجني عليه ليجد فراشه ملقى في الشارع، فنشبت بينه وبين المتهم مشادة كلامية تطورت سريعًا إلى تراشق بالحجارة. الأهالي تدخلوا للفصل بينهما، لكن القدر كان له كلمة أخرى.
أحد الحجارة التي ألقاها المتهم أصابت مقدمة رأس المجني عليه مباشرة، فتسبب له في جرح غائر أدى إلى نزيف حاد وكسر في الجمجمة.
المتهم شعر بالذنب على الفور، واعتذر للرجل، بل سمح له بالعودة مجددًا للمبيت أعلى المنزل، لكن الجرح لم يكن بسيطًا كما بدا.
النهاية المأساوية: وفاة بعد أسبوعين
مرّت الأيام، لكن إصابة المجني عليه لم تلتئم، إذ ظل يعاني من نزيف داخلي وتدهور حالته الصحية. وبعد أسبوعين فقط من الواقعة، لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بتلك الإصابة المميتة.
حيثيات المحكمة: قتل غير مقصود
المحكمة، وبعد استعراض أوراق الدعوى والتحقيقات وأقوال الشهود، رأت أن الواقعة لم تكن نية للقتل العمد، بل جاءت نتيجة مشاجرة وتبادل حجارة بين الطرفين، انتهت بإصابة قاتلة دون قصد مباشر لإزهاق الروح.
الحكم
وبناءً على ذلك، أصدرت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار وائل فاروق إسماعيل، وعضوية المستشارين سمير صلاح الدين محمد وأحمد عبد العاطي الشافعي، حكمها حضوريا بمعاقبة المتهم "تامر س" بالحبس مع الشغل لمدة عام واحد فقط، وإلزامه بدفع المصاريف الجنائية.