غدر الصديق أنهى الحلم.. تفاصيل مقتل عريس البحيرة قبل أيام من زفافه

في قرية زاوية غزال التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة، كانت أجواء السعادة تملأ أركان المنزل الريفي الصغير، حيث تستعد أسرة الشاب متولي الديب لزفافه المرتقب. الزينة كانت تنتظر أن تُعلق على الجدران، وأصوات الفرح تملأ المكان، بينما كانت الأم تُعد ملابس العريس، والقلوب تدق انتظارًا ليوم العمر الذي طال انتظاره.
العريس الشاب، الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، كتب كتابه قبل أيام قليلة، وكان يحلم بليلة زفاف بسيطة بين أهله وأصدقائه، لكنه لم يكن يعلم أن القدر يُخبئ له موعدًا آخر مع الغدر، قبل أن يُكمل فرحته.
موعد مع الغدر.. الطعنات بدل الزفة
في يوم الحادث، خرج متولي إلى الخياط ليُجرب بدلته التي اختارها بعناية لزفافه المقرر بعد أسبوع. كان يبتسم ويتحدث بحماس عن تفاصيل ليلة العمر، لكنه لم يعلم أن خطواته في طريق العودة ستكون الأخيرة في حياته.
وبينما كان يسير بالقرب من منزله، اعترض طريقه صديقه السابق عماد، الذي كان يحمل في قلبه حقدًا دفينًا بسبب خلاف قديم بينهما. لم يتردد القاتل لحظة، فأخرج سلاحًا أبيض وسدّد عدة طعنات نافذة إلى جسد متولي، ليسقط العريس مضرجًا في دمائه أمام منزله، في مشهد مأساوي صدم أهالي القرية.
بلاغ عاجل وتحرك أمني
تلقى اللواء محمد عمارة، مدير أمن البحيرة، إخطارًا من مركز شرطة دمنهور، بوصول شاب جثة هامدة إلى المستشفى العام مصابًا بعدة طعنات نافذة.
انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث، وبالفحص تبيّن وقوع مشاجرة بين المجني عليه وصديقه السابق، تطورت إلى جريمة قتل بشعة.
تمكنت المباحث من ضبط المتهم والسلاح المستخدم في الجريمة، وبمواجهته اعترف تفصيليًا بارتكاب الواقعة بسبب "خلافات شخصية قديمة"، مؤكدًا أنه كان يترقب المجني عليه منذ أيام.
روايات مؤلمة من قلب العائلة
في منزل العائلة، خيّم الحزن على الجميع، وساد صمت لا يقطعه سوى بكاء الأم ونحيب الأقارب.
قال عمّ المجني عليه، سيد الديب: "متولي كان شاب محترم، مش بتاع مشاكل، شغال في المعمار ورياضِي، والخلاف اللي بينهم كان بسيط جدًا، رحنا لأهله كذا مرة نتصالح، لكن المتهم كان ناوي الغدر، قتله وهو رايح يجيب بدلته".
وأضاف باكيًا: "كان كاتب كتابه الجمعة اللي فاتت، وفرحه الخميس الجاي، بدل ما يزفوه دفنوه، بس إحنا واثقين إن القانون هيجيب حقه".
وقال أحد أصدقاء المجني عليه: "بعد ما قتله، ركب توكتوك وقال لشباب في الطريق (أنا قتلت حبيبكم روحوا شيلوه)، ومتولي وهو بيموت قال: عماد اللي قتلني".
وتابع شاهد آخر: "الخلاف كان كلام شباب بسيط، لكن القاتل كان بيسأل عليه كل يوم من أسبوعين، كان مترصده ومستنيه، وربنا كبير".
التحقيقات تكشف التفاصيل
حررت الأجهزة الأمنية المحضر اللازم بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، والتي قررت تشريح جثمان المجني عليه بمعرفة الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة بدقة. كما أمرت بتكليف المباحث بإجراء التحريات حول خلفية الخلاف الذي جمع القاتل والمجني عليه، تمهيدًا لإحالة المتهم إلى المحاكمة الجنائية.
وفي مشهد وداعٍ مهيب، شيّع المئات من أهالي القرية جثمان العريس الشاب الذي تحول يوم زفافه إلى جنازته، وسط دعوات بالقصاص العادل لروحه الطاهرة.