مأمورية “اصطياد المعلّمين”.. أمن قنا يداهم أوكار الشابو في السمطا قبلي ويضبط ترسانة من الأسلحة

نجحت الأجهزة الأمنية بمحافظة قنا في توجيه ضربة قاصمة لعصابات تجارة المخدرات والأسلحة الثقيلة، بعد مداهمة عدة أوكار لتخزين مخدر الشابو وأسلحة آلية ورشاشات جرينوف داخل قرية السمطا قبلي بمركز دشنا.
العملية التي أُطلق عليها أمنيًا اسم "مأمورية اصطياد المعلّمين" جاءت بعد تحريات دقيقة ومتابعة استمرت لأسابيع، وأثبتت أن وراءها شبكة منظمة تتاجر في “الموت الأبيض”.
تفاصيل المداهمة
تحت إشراف اللواء أحمد البديوي، مدير المباحث الجنائية بقنا، قاد المقدم محمد عمر الشريف، رئيس وحدة مباحث دشنا، مأمورية مكثفة داهمت عدة منازل ومخازن سرية داخل قرية السمطا قبلي، بعد ورود معلومات مؤكدة عن استلام عناصر إجرامية كمية ضخمة من مخدر الشابو تمهيدًا لتوزيعها على نطاق واسع.
وخلال المداهمة، تمكنت القوات من ضبط كميات كبيرة من الشابو جاهزة للترويج، إلى جانب عدد من البنادق الآلية والرشاشات المتطورة من نوع جرينوف، فضلاً عن الذخيرة الحية وأدوات التغليف والتوزيع.
في الوقت نفسه، تمكن شقيقان من العناصر الخطرة من الهرب قبل وصول القوات، تاركين خلفهما حرزًا ضخمًا من المخدرات والأسلحة، فيما تواصل أجهزة المباحث مطاردتهما في المناطق الجبلية المحيطة بالقرية.
التحريات: الشحنة من “حيتان الموت”
كشفت مصادر أمنية مطلعة أن المعلومات التي استندت إليها المأمورية جاءت عقب مراقبة تحركات المشتبه بهم، والتي أكدت أن المتهمين استلموا الشحنة الأخيرة من أحد كبار تجار المخدرات، والمقيم بالقرب من القرية نفسها.
وهو ذاته المتورط في معركة الرشاشات والأسلحة الثقيلة التي شهدتها المنطقة قبل أيام، ما يشير إلى أن الشبكة تمتلك تسليحًا عسكريًا متقدمًا وتستغل التضاريس الريفية الوعرة لتخزين “سمّ الشابو”.
رد فعل الأهالي والأجهزة الأمنية
أهالي القرية استيقظوا على أصوات طلقات التحذير والانتشار الأمني المكثف، وسط حالة من الارتياح بعد نجاح الشرطة في اقتحام تلك الأوكار التي طالما كانت مصدر رعب للسكان.
وأكدت مصادر أمنية أن الحملة لن تتوقف عند هذا الحد، وأنها تأتي ضمن خطة موسعة لتطهير قرى مركز دشنا من العناصر الإجرامية التي تتاجر في الأرواح تحت غطاء الاتجار بالمخدرات.
"الشابو".. مخدر الموت
يُعرف الشابو بأنه من أخطر أنواع المخدرات الاصطناعية، إذ يُحدث تدميرًا سريعًا في الجهاز العصبي ويدفع متعاطيه إلى العنف والعدوانية، ما جعله يُلقب بـ “مخدر الموت”.
وتشير التقارير الأمنية إلى أن تجارة الشابو باتت تنتشر مؤخرًا في بعض مناطق الصعيد، وهو ما دفع وزارة الداخلية إلى تكثيف الحملات الاستباقية لملاحقة مروّجيه قبل أن يتمكنوا من توسيع نشاطهم.
تحية لرجال الميدان
وجهت جهات أمنية الشكر والتقدير إلى اللواء أحمد البديوي والمقدم محمد عمر الشريف ورجال وحدة مباحث دشنا على جهودهم المتواصلة في ملاحقة المجرمين وتجفيف منابع المخدرات.
وأكد مصدر أمني أن الأيام المقبلة ستشهد ملاحقات أمنية موسعة في القرى المجاورة لضبط المتورطين الهاربين واستكمال التحقيقات.