انتخابات مجلس النواب المصري بين السخرية الشعبية ...صبري نخنوخ “بتوع مجلس الشعب هيموتوا بعض علشان يخدمونا”
لم تعد المنافسة على مقاعد مجلس النواب المصري مجرد سباق سياسي تقليدي، بل تحوّلت خلال الأيام الماضية إلى ظاهرة اجتماعية مثيرة على مواقع التواصل، بعدما انتشرت مقاطع فيديو تُظهر مشادات واشتباكات بالأيدي بين مرشحين أثناء تقديم أوراق ترشحهم في عدد من المحافظات، وسط سخرية وتعليقات لاذعة من المواطنين.
ورأى متابعون أن هذه المشاهد تعكس حجم التوتر والاحتقان داخل الساحة الانتخابية، بينما اعتبر آخرون أن ما يحدث هو انعكاس لحالة عامة من “الهوس الانتخابي” الذي يدفع بعض المرشحين إلى تجاوز القواعد الأخلاقية في التنافس السياسي.
فيديوهات الاشتباكات تشعل مواقع التواصل
خلال الأيام الماضية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي عدة مقاطع مصوّرة داخل محاكم ومقار ترشح، تُظهر خناقات واشتباكات حادة بين المرشحين ومؤيديهم أثناء تقديم الأوراق أو الاعتراض على منافسين.
في بعض الفيديوهات، ظهرت أصوات صراخ وشتائم بين المرشحين داخل ساحات المحاكم، فيما اضطر موظفو لجان الترشح للتدخل وفض النزاعات.
ولم تخلُ بعض المقاطع من مشاهد طريفة، كحمل لافتات مقلوبة أو مرشحين يتبادلون “المجاملات الساخرة” أمام الكاميرات.
وقد تحولت هذه المقاطع إلى مادة دسمة للسخرية على مواقع التواصل، حيث أطلق المستخدمون هاشتاغات مثل:
“#الانتخابات_مهرجان_الخناقات”
“#الكرسي_أغلى_من_الكرامة”
“#خدمة_الشعب_ولا_خناقة_الشعب”
سخرية صبري نخنوخ تشعل التعليقات
في خضم هذا الجدل، كتب صبري نخنوخ على صفحته الرسمية عبر “فيسبوك” منشورًا ساخرًا قال فيه:
“بتوع مجلس الشعب هيموتوا بعض علشان يخدمونا.”
العبارة القصيرة التي حملت نبرة تهكم واضحة، لاقت انتشارًا واسعًا وتحوّلت إلى عنوان ساخر للمشهد الانتخابي، إذ رأى البعض أنها تلخص ما يجري من تجاوزات وصراعات على المقاعد النيابية أكثر مما تعكس رغبة حقيقية في خدمة المواطنين.
وسرعان ما انتشرت التعليقات التي تراوحت بين التأييد للطرح الساخر والانتقاد الحاد لطريقة التعميم، لتتحول صفحات التواصل إلى ساحة نقاش حول جدوى الترشح، ومصداقية الوعود الانتخابية، وأخلاقيات العمل السياسي.
المشهد الانتخابي بين الحماس والفوضى
وبينما تحاول الهيئة الوطنية للانتخابات فرض الانضباط في عملية الترشح وتطبيق اللوائح القانونية، يرى مراقبون أن ما تشهده بعض الدوائر من “فوضى” هو نتاج طبيعي لاحتدام المنافسة على المقاعد البرلمانية.
فالكثير من المرشحين يسعون إلى استعراض شعبيتهم عبر الحشود والمواكب الدعائية داخل مقار الترشح، الأمر الذي يؤدي أحيانًا إلى احتكاكات ومشادات شخصية بين المؤيدين.
ويرى أساتذة علم الاجتماع أن السلوك الانتخابي في بعض المناطق الريفية يتأثر بالانتماءات العائلية والقبلية أكثر من البرامج السياسية، ما يجعل المنافسة تأخذ طابعًا عاطفيًا أو شخصيًا بدلًا من أن تكون نقاشًا حول السياسات العامة.
القانون يواجه الفوضى
القانون الانتخابي المصري ينص بوضوح على معاقبة أي مرشح يخل بالنظام العام أو يتسبب في تعطيل سير العملية الانتخابية، سواء أثناء الترشح أو خلال الحملات الدعائية.
وتؤكد الهيئة الوطنية للانتخابات أنها تتابع كل البلاغات المتعلقة بالتجاوزات أو العنف الانتخابي، مشددة على أن الترشح لمجلس النواب شرف ومسؤولية، وليس ميدانًا للصراخ أو العراك.
ردود الشارع: بين السخرية والخذلان
على الجانب الشعبي، تفاعل المصريون مع مشاهد الاشتباكات وعبارات السخرية بمزيج من الدهشة والمرارة، معتبرين أن “من يُفترض بهم خدمة الشعب، بدأوا المشوار بالضرب والتراشق”.
في المقابل، دعا آخرون إلى عدم التعميم، مؤكدين أن هناك مرشحين جادين يقدمون برامج واقعية ورؤى حقيقية لتحسين حياة المواطنين.
السخرية السياسية أصبحت لغة الشارع
يرى محللون أن ما يجري يعكس تحولًا في الخطاب الشعبي تجاه السياسة، حيث أصبحت السخرية وسيلة احتجاج وتعبير عن فقدان الثقة في بعض الممارسات الانتخابية.
ومع انتشار الإنترنت ومنصات الفيديو القصيرة، تحوّل كل مشهد انتخابي إلى مادة قابلة للتداول الفوري، الأمر الذي يُعيد تشكيل صورة السياسة في وعي الجمهور.















