تفاصيل التحقبقات في جريمة فيصل .. جنازة الأم وأطفالها الثلاثة تهزّ القلوب وتكشف فصولًا جديدة من المأساة
شهدت منطقة فيصل بمحافظة الجيزة المصرية، مساء الاثنين، واحدة من أكثر اللحظات حزنًا في الذاكرة القريبة حيث خرجت جنازة السيدة وأطفالها الثلاثة ضحايا الجريمة التي هزّت الشارع المصري بأكمله من فرط بشاعتها وسط مشهد مهيب سادته الدموع والانكسار واالدهشة في ذات الوقت غير مصدقين ان يقوم شخص بمثل هذا العمل البشع .
فبعد أيام من التحقيقات المؤلمة، شيّع الأهالي الجثامين من مسجد الرحمة بمنطقة فيصل عقب صلاة العشاء، بحضور العشرات من الأقارب وسكان الحي، قبل أن تُنقل إلى محافظة الفيوم لدفنها في مدافن العائلة.
تفاصيل الجنازة ومشهد الوداع الأخير
وصلت سيارات الإسعاف إلى المسجد قبل دقائق من صلاة الجنازة، في أجواء اتشحت بالسواد والدموع. ارتفعت تلاوة القرآن الكريم في محيط المسجد، بينما ساد الصمت الممزوج بالحزن على وجوه الحاضرين.
وأكد والد الأطفال، الذي بدا منهكًا من كثرة التنقل بين المستشفيات والنيابة، أن إجراءات استلام الجثامين من مشرحة زينهم استغرقت وقتًا طويلاً بسبب التقارير الطبية والتحقيقات الرسمية، مشيرًا إلى أن الدفن تم في مقابر الأسرة بالفيوم، حيث تعود أصول العائلة.

التحقيقات تكشف تفاصيل أبشع جريمة في فيصل
تعود الجريمة إلى يوم السبت الماضي، حينما فوجئ سكان شارع اللبيني في فيصل بالعثور على الطفلين سيف (13 عامًا) وجنى (11 عامًا) في حالة إعياء شديد أمام أحد العقارات، قبل أن يلفظا أنفاسهما الأخيرة، لتبدأ الأجهزة الأمنية تحقيقاتها الموسّعة في الواقعة.
كشفت التحريات أن المتهم، ويدعى أحمد م. (38 عامًا)، يعمل صاحب محل لبيع المستلزمات البيطرية، وكان على علاقة غير شرعية بالأم الضحية (34 عامًا)، التي انتقلت مع أطفالها الثلاثة للإقامة معه بعد خلافات مع زوجها. ومع مرور الوقت، سيطر الشك عليه فقرر التخلص منها ومن أطفالها بطريقة مأساوية.
خطة القتل.. السم في العصير والادعاء بالزوجية
بحسب التحقيقات، قام المتهم بمزج مادة كاوية بعقار بيطري سام ووضعها في كوب عصير قدّمه للأم، التي شعرت فورًا بإعياء شديد. نقلها المتهم إلى مستشفى قصر العيني مدعيًا أنها زوجته، مستخدمًا اسمًا مستعارًا لإخفاء هويتها، ثم تركها حتى فارقت الحياة بعد ثلاثة أيام متأثرة بالسم.
ولخشية انكشاف أمره، استدرج أطفالها الثلاثة وقدم لهم العصير نفسه الممزوج بالمادة السامة، ما أدى إلى وفاة الطفلين سيف وجنى على الفور، بينما ألقى بالطفل الثالث مصطفى في ترعة المنصورية في محاولة للتخلص منه، قبل أن تتمكن الأجهزة الأمنية من كشف الحقيقة.
الداخلية: دافع الجريمة الغيرة والانتقام
أصدرت وزارة الداخلية بيانًا رسميًا أوضحت فيه أن فريق البحث الجنائي تمكن من ضبط المتهم الذي اعترف بجريمته كاملة، زاعمًا أن دافعه كان الغيرة والانتقام من المجني عليها بعد اكتشافه –وفق أقواله– ارتباطها بعلاقات أخرى.
وأكد البيان أن المتهم استخدم خبرته في المواد الكيميائية بحكم عمله في المجال البيطري لتنفيذ جريمته، في واحدة من أبشع قضايا القتل التي شهدتها الجيزة خلال السنوات الأخيرة.
حزن يخيّم على فيصل وتعاطف واسع مع الأب المكلوم

عمّ الحزن منطقة فيصل، حيث تحولت الجنازة إلى مشهد وطني من الألم والتضامن. وقف الجيران والأصدقاء يواسون الأب المكلوم، الذي فقد زوجته وأطفاله الثلاثة دفعة واحدة في جريمة هزّت الضمير الإنساني.
وأكد الأهالي أن “الأسرة كانت هادئة ومحترمة”، معبرين عن صدمتهم من هول الحادث الذي خلّف وراءه مأساة إنسانية لن تُمحى بسهولة من ذاكرة الحي.















