تقرير الطب الشرعي يكشف الجريمة
جريمة بشعة في سوهاج.. زوج يضرب زوجته الحامل حتى الموت بـ«ماسورة مياه»
تفاصيل مأساوية تهز صعيد مصر
شهدت محافظة سوهاج واحدة من أبشع الجرائم الأسرية خلال الأيام الأخيرة، بعد أن لفظت الشابة أماني (24 عامًا) أنفاسها الأخيرة داخل منزلها في قرية بنهو التابعة لمركز طهطا، إثر تعرضها لضرب مبرح من زوجها باستخدام ماسورة مياه بلاستيكية، في واقعة هزت الرأي العام وأعادت إلى الأذهان ظاهرة العنف الأسري ضد النساء.
تقرير الطب الشرعي يكشف تفاصيل مروّعة
وفقًا لتقرير صادر عن مفتش الصحة بمركز طهطا، فإن الوفاة قد تكون ناجمة عن صدمة عصبية حادة نتيجة التعدي العنيف الذي طال جسد الضحية بالكامل، حيث أكد التقرير أن الزوجة "طالها التعذيب في جميع أنحاء الجسد إلى أن فارقت الحياة"، مشيرًا إلى أن الجزم النهائي بسبب الوفاة يتوقف على نتائج تشريح الجثة بمعرفة الطب الشرعي.
وأوضح التقرير أن الجثة كانت تحمل آثار كدمات وسحجات متفرقة في مناطق متعددة من الجسد، من بينها المؤخرة، الفخذان، الساقان، الكتف الأيمن، الساعد، اليد اليمنى، بالإضافة إلى وجود خلع في مفصل اليد اليمنى وتجمعات دموية في الوجه والشفتين والظهر.
كما كشف التقرير أن الضحية كانت حاملًا في شهرها السابع تقريبًا، ما يزيد من بشاعة الجريمة وقسوتها.
تفاصيل الاعترافات والتحقيقات
أعلنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج أنها تمكنت من القبض على المتهم ويدعى (ن.ع)، 32 عامًا، مقيم بقرية بنهو.
وبمواجهته، اعترف تفصيليًا بارتكابه الجريمة، مشيرًا إلى أنه فقد أعصابه بعدما لاحظ استخدام زوجته الهاتف المحمول وبرامج التواصل الاجتماعي — وهو ما اعتبره "إهانة له"، فانهال عليها بالضرب المتواصل مستخدمًا ماسورة مياه بلاستيكية حتى فقدت وعيها، قبل أن يتأكد من وفاتها.
النيابة تأمر بالحبس وتشريح الجثمان
أمرت النيابة العامة بطهطا بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، مع مراعاة التجديد في الموعد القانوني، كما قررت تشريح الجثة لبيان السبب الدقيق للوفاة وصرحت بدفنها عقب الانتهاء من الفحص.
وطلبت النيابة كذلك تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها الكاملة، إلى جانب سماع أقوال أسرة الضحية والجيران حول طبيعة العلاقة بين الزوجين قبل وقوع الجريمة.
العنف الأسري من جديد تحت المجهر
أعادت هذه الجريمة المؤلمة الجدل حول تصاعد جرائم العنف الأسري في مصر، خصوصًا في المناطق الريفية، حيث لا تزال بعض المعتقدات تبرر العنف ضد المرأة لأسباب واهية.
وطالب خبراء علم الاجتماع بضرورة تشديد العقوبات القانونية وتفعيل برامج التوعية المجتمعية لمواجهة مثل هذه السلوكيات، التي تؤدي إلى تدمير الأسر وانهيار النسيج الاجتماعي.
مأساة "أماني" ليست مجرد واقعة عابرة، بل ناقوس خطر جديد يدقّ أبواب المجتمع المصري، محذرًا من نتائج السكوت على العنف الأسري، وداعيًا إلى تعزيز قيم الرحمة والمسؤولية الزوجية بدلًا من العنف الذي يودي بحياة الأبرياء.















