بعد إنجابها سفاحًا.. إعدام ربة منزل خنقت رضيعها خوفًا من الفضيحة في أبوتشت
شهدت محكمة جنايات نجع حمادي بمحافظة قنا، واحدة من أبشع القضايا التي شغلت الرأي العام خلال الأشهر الماضية، بعد أن قررت المحكمة برئاسة المستشار محمد الرفاعي، وعضوية المستشارين مصطفى محمود وهشام يحيى، وبأمانة سر كل من أبو المعارف عبد الشافي ومحمد كحلاوي وأسامة الأمير، إعدام ربة منزل شنقًا حتى الموت، وبراءة آخر من تهمة الاشتراك في قتل طفل حديث الولادة ودفنه داخل منزل مهجور بمركز أبوتشت شمالي محافظة قنا.
تفاصيل القضية وبداية التحقيقات
تعود وقائع الجريمة إلى 10 فبراير 2025، عندما تلقّت أجهزة الأمن بلاغًا بالعثور على جثة طفل حديث الولادة داخل منزل مهجور في إحدى قرى مركز أبوتشت، وسط حالة من الذهول بين الأهالي.
على الفور، انتقلت قوات الشرطة إلى موقع الحادث، وتم فرض طوق أمني حول المكان، فيما باشرت جهات التحقيق أعمالها لكشف ملابسات الواقعة الغامضة.
من خلال الفحص والتحريات المكثفة، تبيّن أن وراء ارتكاب الجريمة ربة منزل تبلغ من العمر 20 عامًا تُدعى أ.، كانت قد أنجبت طفلًا سفاحًا نتيجة علاقة غير شرعية ربطتها بشخص يبلغ من العمر 31 عامًا، وأنها قررت التخلص من الرضيع بعد ولادته مباشرة، خشية افتضاح أمرها أمام أهلها والمجتمع.
كيف وقعت الجريمة؟
كشفت التحريات أن المتهمة وضعت مولودها سرًا داخل المنزل، ثم خنقته فور ولادته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، قبل أن تستعين بالعشيق لإلقاء الجثة في منزل مهجور بعيدًا عن الأنظار.
وأوضحت التحقيقات أن المتهمة كانت تخشى الفضيحة بعد أن حملت خارج إطار الزواج، وقررت التخلص من الطفل بعد ضغوط نفسية شديدة، بينما وجهت النيابة إلى العشيق تهمة التحريض والمساعدة في التخلص من الجنين.
إحالة القضية إلى الجنايات
عقب انتهاء التحقيقات، أحالت النيابة العامة القضية إلى محكمة الجنايات تحت رقم 2960 لسنة 2025 جنايات مركز أبوتشت، والمقيدة برقم 1209 كلي قنا، موجهة إلى المتهمة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وإلى المتهم الثاني تهمة التحريض والمشاركة في الجريمة.
وخلال جلسات المحاكمة، استمعت المحكمة إلى أقوال المتهمة، التي اعترفت تفصيليًا بارتكاب الجريمة بدافع الخوف من الفضيحة، بينما أنكر المتهم الثاني تمامًا أي صلة له بالجريمة، مؤكدًا أنه لم يعلم بولادة الطفل أو التخلص منه.
قرار المحكمة والنطق بالحكم
بعد عدة جلسات استمعت خلالها المحكمة إلى الشهود وتقارير الطب الشرعي، قررت هيئة المحكمة إحالة أوراق المتهمين إلى فضيلة مفتي الجمهورية، لإبداء الرأي الشرعي في تنفيذ حكم الإعدام.
وبعد ورود رأي المفتي، قضت المحكمة بإعدام المتهمة شنقًا حتى الموت، بينما برأت العشيق من التهم المنسوبة إليه، لعدم كفاية الأدلة على اشتراكه في الجريمة.
صدمة في أبوتشت وغضب شعبي
أثارت الواقعة حالة من الصدمة بين أهالي مركز أبوتشت ومحافظة قنا بالكامل، نظرًا لبشاعة تفاصيلها، حيث تحولت واقعة خيانة إلى جريمة قتل رضيع بريء في مشهد مأساوي يعبّر عن الانهيار الأخلاقي في بعض الحالات.
وأكد الأهالي أن الحكم جاء عادلاً ومنصفًا، مشيدين بيقظة أجهزة الأمن والعدالة السريعة التي أعادت هيبة القانون، وأغلقت ملف جريمة هزّت الضمير الإنساني.















