صفط اللبن تحت الصدمة.. تفاصيل مخيفة في جريمة قتل طفلة 12 عامًا
في قلب منطقة صفط اللبن، داخل شارع ضيق لا يلتفت إليه أحد، كانت شقة مغلقة منذ فترة تخفي سرًا مرعبًا.
رائحة خفيفة تتسلل من خلف باب حديد صدئ، وبرميل بلاستيكي مغطى بطبقة فوم سميكة، وصمت مخيف كان أقوى من أي صراخ.
لم يكن أحد يتوقع أن المكان يخفي جثة طفلة اختفت منذ سبعة أشهر دون أن يبحث عنها أحد.
كيف بدأ كل شيء؟.. السلم الخشبي الذي كشف الجريمة
تلقى مالك الشقة المغلقة اتصالًا من جيرانه يخبرونه بظهور سلم خشبي يصل بين سطح العقار وسطح عقار مجاور، ما أثار شكوكهم.
توجه الرجل فورًا إلى شقته التي لم يدخلها منذ فترة، وفور فتح الباب شدّه مشهد البرميل المغلق بالفوم، والرائحة التي أكدت وجود كارثة.
اتصل بالشرطة، التي حضرت واكتشفت وجود جثة لطفلة في حالة تعفن كامل داخل البرميل.
لكن الأسئلة ظلت بلا إجابة:
من هي الطفلة؟ وكيف وصلت إلى الشقة؟ ومن وضعها داخل البرميل؟
24 ساعة من التحقيقات تكشف المستور
استمعت قوات الأمن لأقوال مقدم البلاغ، الذي ادعى أن الشقة مغلقة منذ فترة وأن ابن شقيقته كان المقيم الأخير بها قبل سجنه في قضية مشاجرة.
رواية بدت منطقية، إلى أن ظهرت أول ثغرة...
فني تكييف أكد أنه دخل الشقة قبل أشهر لإصلاح عطل، ولم يكن بها أي شيء غير طبيعي.
وعند إعادة استجوابه، ارتبك، ثم انهار واعترف بالحقيقة التي قلبت التحقيق رأسًا على عقب.
الصدمة: مقدم البلاغ هو المتهم الأول
اعترف فني التكييف أن الشقة لم تكن مغلقة كما ادعى، بل كان يستخدمها مع زوجته وامرأة أخرى كانت تتردد عليهما باستمرار.
ومع توسع دائرة التحقيق، تبيّن أن المتهم الرئيسي هو صاحب البلاغ نفسه، وأنه، وزوجته، ووالدة الطفلة، جميعهم شركاء في الجريمة.
الأم تدلي باعترافاتها.. "كنت بحاول أربيها"
اعترفت والدة الطفلة بأن ابنتها بدأت تتصرف بشكل غير مناسب، من بينها التواصل مع أطفال عبر الهاتف ومشاهدة محتويات غير لائقة.
وقالت إنها حاولت تأديبها لكنها فشلت، فلجأت إلى فني التكييف وزوجته بحجة مساعدتها في "تهذيب" الطفلة.
لكن التأديب تحول إلى ضرب مبرح، والضرب تحول إلى اعتداء وحشي، وانتهى بموت الطفلة داخل الشقة.
الجريمة: ضرب حتى الموت.. ثم خطة إخفاء جثة
بعد وفاة الطفلة، دب الذعر في قلوب الثلاثة.
وضعت الأم الجثة داخل حقيبة سفر كبيرة، وساعدها المتهمان الآخران على نقلها إلى شقة الرجل المغلقة.
هناك أخرجوا الجثة من الحقيبة، ووضعوها داخل برميل بلاستيكي، ثم غلفوه بالفوم لإخفاء الرائحة تمامًا، وأغلقوا الشقة بإحكام.
سبعة أشهر من الصمت.. لماذا لم يبلغ أحد؟
لم يسأل أحد عن الطفلة.
الأم تنقلت بين أماكن مختلفة، والجار المتهم كان مطمئنًا أن الشقة المغلقة لن يدخلها أحد.
لكن ظهور السلم الخشبي على سطح المنزل أعاد فتح الباب للجريمة.
خاف المتهم من اكتشاف البرميل، فقرر تقديم بلاغ ليبدو وكأنه مجرد شاهد.
غير أن تناقض أقواله، والتحقيق الفني الدقيق، كشف دوره الحقيقي خلال أقل من 24 ساعة.
القبض على الجناة.. وسقوط شبكة الأكاذيب
ألقت قوات الأمن القبض على المتهمين الثلاثة:
-
والدة الطفلة
-
فني التكييف مقدم البلاغ
-
زوجته
تم تسجيل اعترافاتهم كاملة، وإحالتهم إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.
نهاية صادمة لجريمة أبكت الجيزة
لم تهز الجريمة صفط اللبن فقط، بل أثارت موجة غضب واسعة بسبب المتورطين فيها.
فالطفلة قُتلت على يد من كان يفترض أنهم يحموها، ولم يسمع أحد صراخها طوال سبعة أشهر من الاختفاء.
وفي النهاية، لم يكن البرميل وحده شاهدًا على الجريمة...
بل كان رائحة خفيفة هي أول من فضح الحقيقة وأسقط أقنعة ثلاثة مجرمين.















