جريمة على سرير الزوجية.. قصة هبة التي أنهى الشك حياتها بسكين زوجها

ظنت "هبة" أن الحياة أخيرًا ابتسمت لها، بعد سنوات من القلق وعدم الاستقرار، تزوجت من رجل يبدو ناجحًا، يعمل مديرًا بإحدى الشركات الكبرى، وانتقلت إلى شقة أنيقة في مدينة نصر، وبدأت تخطط لحياة مستقرة، تحسدها عليها صديقاتها. لكن ما لم تكن تعلمه أن تلك الحياة الهادئة كانت تغلي من الداخل، وأن الزوج الذي يشاركها الجدران، يخبئ في قلبه نارًا لم تطفئها كلمات الحب أو أجواء البيت.
كان "إبراهيم"، الزوج الأربعيني، يظهر أمام الجميع كرجل هادئ، منطوٍ قليلًا، لا يتحدث كثيرًا، لكنه في قرارة نفسه كان يعيش صراعًا مريرًا مع أفكاره، يشك في كل حركة، يتخيل الخيانة في كل نظرة، دون أن يملك دليلاً واحدًا يبرر هذا الجنون.
تحوّلت الظنون إلى هواجس، والهواجس إلى يقين مشوّه في ذهنه، حتى جاءت ليلة الحادث التي غيرت كل شيء. دخل "إبراهيم" غرفة النوم، يحمل في يده سكينًا أخذه من المطبخ دون أن تصدر منه كلمة واحدة، فقط أنفاس مضطربة وأفكار متلاطمة.
اقترب من زوجته النائمة، يحدّق في ملامح وجهها، وكأن الشكوك تتجسد أمامه، تتحدث إليه، تهمس: "هي بتخونك... لازم تخلص منها..."
في لحظة انهيار نفسي كامل، استسلم الرجل للوساوس، وانهال عليها طعنًا وهي نائمة، دون مقاومة أو صوت، حتى أسكت أنفاسها إلى الأبد.
وبعد ارتكاب الجريمة، ظل "إبراهيم" صامتًا، يتأمل المشهد كما لو كان غريبًا عنه، ثم غادر الشقة واختفى عن الأنظار، غير قادر على استيعاب ما اقترفته يداه.
لم يدم اختفاؤه طويلًا، إذ تمكّنت الأجهزة الأمنية من ضبطه بعد أيام من تتبعه، وبالتحقيق معه أمام النيابة العامة، اعترف بجريمته قائلًا: "كانت بتخوني.. شكيت فيها ومقدرتش أتحمل..."
وأضاف المتهم في اعترافاته أنه لم يكن يملك دليلًا على الخيانة، لكنه كان يشعر بعدم الأمان، وأن الشكوك أصبحت تطارده في كل لحظة.
النيابة العامة قررت إحالته إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وبعد تداول القضية خلال عدة جلسات، قررت المحكمة في جلستها السابقة إحالة أوراقه إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.
أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها النهائي بإعدام المتهم "إبراهيم.س" شنقًا حتى الموت، بعد أن أيقنت ارتكابه جريمة القتل بدافع الشك والغيرة.
وأكدت المحكمة في حيثيات حكمها أن المتهم أقدم على ارتكاب جريمته دون دليل أو مبرر قانوني، وأنه أقدم على قتل زوجته بدم بارد أثناء نومها، في مشهد مأساوي يعكس غياب التعقل واستسلامًا كاملاً للوساوس والظنون.