سقط من أعلى السلم.. نهاية مأساوية لبائع بطاطا على يد جار طامع

تحولت قرية "منطي" التابعة لمركز قليوب بمحافظة القليوبية، من هدوء الصباح ورائحة الخبز الطازج، إلى ساحة حزن وبكاء، بعد أن قُتل بائع البطاطا المسن المعروف بين الأهالي بـ"برعي"، على يد جاره الذي لم يتوقع أحد أن يغدر به من أجل السرقة.
بداية الحكاية
"برعي" أو سعيد عبدالقادر، شيخ مسن اعتاد أن يجوب شوارع القرية على عربة بطاطا بسيطة، بابتسامة لا تفارقه ووجه وقور تعلق به الصغار والكبار. لم يكن مجرد بائع، بل كان جزءًا من وجدان القرية وملامحها اليومية، يعرفه الجميع بابتسامته وكرمه وطيبته.
لكن ليلة الواقعة، لم يكن يدرك أن يدًا كانت تتربص به، يدًا صافحها مرارًا بالنهار، ستدفعه إلى حتفه في ظلام الليل.
لحظة الغدر
مع اقتراب منتصف الليل، تسلل جار الضحية إلى منزله في محاولة للسرقة، بحث عن غنيمة وسط العتمة، لكن عينيه وقعت على "برعي" الذي باغته بالوجود. لحظة المواجهة لم تستمر طويلًا، إذ أقدم الجار على دفع الشيخ من أعلى سلم المنزل، ليسقط جسده الهزيل بقوة، فيسكن صوته وتخمد أنفاسه إلى الأبد.
الصدمة في القرية
مع بزوغ فجر اليوم التالي، عمّ الحزن أرجاء القرية، وقف أطفال الحي الذين اعتادوا الجلوس حول الضحية ليستمعوا إلى كلماته البسيطة، أمام باب منزله المغلق صامتين، بينما ساد الذهول بين جيرانه الذين لم يصدقوا أن الغدر جاء من أقرب الناس إليه.
إحدى السيدات من جيرانه قالت باكية: "كان زي أبويا.. كل يوم يعدي يضحك ويدعي بالخير.. محدش كان يتخيل نهايته تبقى كده على إيد جاره"، بينما أكد آخر: "معرفناش غير الطيبة.. مفيش مرة زعل حد.. حسبي الله ونعم الوكيل".
تحرك أمني سريع
فور تلقى البلاغ، انتقل رجال المباحث بمديرية أمن القليوبية إلى موقع الحادث، حيث تبين العثور على جثة المجني عليه داخل منزله، بعد سقوطه من السلم نتيجة دفعه من قِبل جاره.
وبتكثيف الجهود، تمكنت القوات من ضبط الجاني في وقت قصير، وبمواجهته بالأدلة اعترف بارتكاب الواقعة، مبررًا جريمته بدافع السرقة، لتتحول جيرته إلى وصمة عار.
النيابة تحقق
حرر محضر بالواقعة، وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، قبل أن يجدد قاضي المعارضات حبسه 15 يومًا آخرين. كما صرحت النيابة بدفن جثمان المجني عليه عقب انتهاء الطبيب الشرعي من تشريحه وكتابة التقرير اللازم.
رحل "برعي" في هدوء، تاركًا خلفه قلوبًا مكسورة وأطفالًا يتساءلون عن معنى الجيرة بعد أن خانها أقرب الناس، ليتحول المثل الشعبي "الجار قبل الدار" إلى جرح غائر في ذاكرة أهالي "منطي".