فتاة الوادي الجديد.. قصة ابتزاز وجريمة شرف انتهت بأحكام مشددة ضد 3 متهمين

في واحدة من أبشع قضايا الاعتداء والابتزاز التي شهدتها محافظة الوادي الجديد، أسدلت محكمة جنايات أسيوط الستار على مأساة إنسانية هزّت الشارع المصري، حين قضت بسجن 3 متهمين مددًا تتراوح بين 5 و15 عامًا بعد إدانتهم في واقعة اعتداء جنسي وابتزاز لفتاة قاصر من مركز الخارجة.
حكم رادع من محكمة الجنايات
أصدرت الدائرة الخامسة بمحكمة جنايات أسيوط، برئاسة المستشار عثمان سيد محمدين، وعضوية المستشارين روميل شحاتة أمين ومصطفى محمد رشاد، وأمانة سر عليان جامع وأحمد سعد، حكمها في القضية رقم 96 لسنة 2025 جنايات قسم الخارجة.
وجاء منطوق الحكم كالتالي:
-
السجن المشدد 15 عامًا للمتهم الأول "يوسف. ف. م"
-
السجن المشدد 10 سنوات للمتهم الثاني "حسن. م. ح" (ابن عم المجني عليها)
-
السجن المشدد 5 سنوات للمتهم الثالث "محمد. أ. ع"
بداية القصة.. طالبة تقع ضحية علاقة عاطفية
القصة بدأت حين تقدمت فتاة تُدعى ملك. م. ح، تبلغ من العمر 17 عامًا وتدرس بالصف الثاني الثانوي التجاري، ببلاغ رسمي إلى قسم شرطة الخارجة، تفيد بتعرضها لابتزاز واعتداء متكرر من قبل 3 أشخاص تعرفهم جميعًا.
كانت الفتاة في البداية على علاقة عاطفية بالشاب الأول يوسف، الذي استغل ثقتها وبدأ يتقرب منها بحجة الحب والرغبة في الارتباط.
اللقاء في المزرعة.. بداية الانحدار
وفي أحد الأيام، طلب المتهم الأول من الفتاة أن تلتقيه داخل إحدى المزارع النائية بدائرة القسم، ليؤكد لها مشاعره – كما زعم – ويعدها بالزواج.
هناك، بدأت الأمور تأخذ منحى مختلفًا، إذ قام بملامسة جسدها وتصرف بشكل غير لائق، دون حدوث علاقة كاملة، فيما كان صديقه محمد. أ. ع، المتهم الثالث، يختبئ بالقرب من المكان ويقوم بتصوير المشهد خلسة بهاتفه المحمول دون علم الفتاة.
الفيديو الذي دمّر حياة فتاة
بعد أيام قليلة، تسرب الفيديو المصور إلى المتهم الثاني حسن. م. ح، الذي لم يكن سوى ابن عم الضحية.
وبدلاً من أن يحمي شرف عائلته، استغل الفيديو أسوأ استغلال، وبدأ يبتزها بالفضيحة أمام أسرتها إن لم ترضخ لرغباته.
تحت ضغط الخوف والعار، لم تجد الفتاة طريقًا للهروب، فاستسلمت للتهديد، ليتطور الأمر إلى اعتداء متكرر عليها داخل منزلها.
تحريات المباحث تكشف المستور
رئيس وحدة مباحث قسم شرطة الخارجة قاد تحريات مكثفة، توصلت إلى تفاصيل الصدمة:
-
وجود علاقة عاطفية بين الفتاة والمتهم الأول.
-
تصوير الواقعة دون علمها من قبل المتهم الثالث.
-
استغلال الفيديو لاحقًا من قبل ابن عمها في ابتزازها وارتكاب الأفعال المنافية.
وبعد استجواب المتهمين، اعترفوا تفصيليًا بما ارتكبوه، لتتحول القضية من مجرد ابتزاز إلى واقعة اعتداء مكتملة الأركان.
النهاية.. العدالة تنتصر
أمرت النيابة العامة بإحالة المتهمين الثلاثة إلى محكمة الجنايات، التي أصدرت أحكامًا رادعة بحقهم بعد ثبوت الأدلة القاطعة على تورطهم في الجريمة.
الحكم جاء ليؤكد أن العدالة لا تتهاون مع من يستغل ضعف فتاة أو يسيء إلى سمعة أسرة كاملة، في واحدة من أكثر القضايا التي حملت رسائل تحذير للمجتمع من مخاطر الثقة الزائدة والعلاقات غير الشرعية.
مأساة تركت أثرًا لا يُمحى
رغم صدور الحكم، تبقى الفتاة ضحية مرتين: الأولى عندما استُدرجت باسم الحب، والثانية عندما خانها أقرب الناس إليها.
قصة ملك أعادت التذكير بمدى خطورة الابتزاز الإلكتروني والعلاقات العابرة التي تبدأ بكلمة وتنتهي بكارثة.