سهرة الموت في قنا.. زوجة تخدر زوجها وتستدعي عشيقها لذبحه في الفراش

لم يكن "أحمد ك."، البالغ من العمر 41 عامًا، يدري أن ابتسامة زوجته في تلك الليلة ستكون الوداع الأخير، وأن الوعد بسهرة هادئة بعد يوم شاق سيقوده إلى موتٍ غادر خططت له أقرب الناس إليه. إنها قصة خيانة وانحدار أخلاقي انتهت بجريمة بشعة داخل بيت الزوجية في محافظة قنا، تحولت فيما بعد إلى واحدة من أبشع الجرائم التي كشفتها أجهزة الأمن عام 2017.
الليلة الأخيرة.. فخّ المشروب القاتل
عاد "أحمد" إلى منزله في إحدى قرى مركز قوص بعد يوم عمل طويل في أرضه الزراعية، متعبًا لكنه مطمئن. كانت زوجته "منى أ." – التي تصغره بتسع سنوات – في استقباله بابتسامة عريضة، أعدّت له طعامه ومشروبه المفضل، وبدا كل شيء طبيعيًا.
لكنه لم يعلم أن تلك الكوب الذي احتواه المشروب الدافئ كان يحمل بداخله مادة مخدّرة قاتلة دسّتها الزوجة بخبثٍ، تنفيذًا لخطة محكمة وضعتها مع عشيقها "أيمن".
ارتشف الزوج المشروب بطمأنينة، قبل أن يبدأ رأسه في الدوران وتتلاشى قواه تدريجيًا، بينما كانت عيناه تتشبثان بزوجته التي تبتسم في صمت. وما إن سقط على الأرض فاقدًا وعيه، حتى أمسكت الزوجة بهاتفها وأجرت اتصالًا قصيرًا: "تعالى خلّص عليه."
بعد دقائق، كان العشيق قد وصل، ودون تردد أخرج سكينه وسدّد عدة طعنات قاتلة في جسد الزوج، لتغرق الأرض في دمائه، ويسدل الستار على حياة رجل لم يدرك أن نهايته ستكون على يد من أحبها.
من زواج هادئ إلى خيانة سوداء
بدأت القصة عام 2010 حين تزوّج "أحمد" من "منى" في زواج هادئ جمع بين عائلتين من نفس القرية. عاش الزوجان حياة بسيطة، يعمل هو باليومية ويزرع أرضه الصغيرة، بينما تهتم هي بشؤون المنزل وتربية طفلهما الوحيد.
لكن مع مرور السنوات، بدأت الزوجة تشعر بالملل والضيق من بساطة حياتها، إلى أن جاء اليوم الذي غيّر مسار حياتها إلى الهاوية.
لقاء في السوق.. بداية الحكاية المحرّمة
في أحد أيام عام 2017، وأثناء ذهاب "منى" إلى السوق الأسبوعي لشراء احتياجات المنزل، لاحظها بائع خضروات شاب يُدعى "أيمن". ألقى عليها كلمات غزل خادعة، وأعطاها مشترياتها بسعر أقل، ثم تبادلا أرقام الهواتف.
من تلك اللحظة بدأت العلاقة الآثمة بينهما. مكالمات ليلية وهمسات خفية تحولت إلى لقاءات محرّمة في أماكن بعيدة عن العيون.
كان السوق الأسبوعي بالنسبة لها موعدًا للحب الحرام، حتى وجدت نفسها غارقة في علاقة لا تعرف نهايتها، لكنها أدركت أن استمرارها مستحيل طالما زوجها على قيد الحياة.
الشكوك تشتعل في قلب الزوج
لم يغب على "أحمد" تغير سلوك زوجته؛ لاحظ كثرة خروجها بحجج مختلفة، وانشغالها الدائم بالهاتف، وغيابها لساعات دون مبرر. بدأ الشك يتسلل إلى قلبه، فصار يراقبها بصمت، ويتابع تحركاتها.
أما "منى"، فقد شعرت بأن زوجها بدأ يشك في أمرها، فخافت انكشاف سرها. حينها اتخذت قرارًا مروّعًا بالتخلّص منه للأبد بمساعدة عشيقها.
خطة الشيطان.. المخدّر والطعن
وضعت الزوجة مع عشيقها خطة دقيقة:
-
هي تتكفل بتخدير الزوج عبر مشروبه المفضل.
-
وهو يتولى قتله بالطعن بعد أن يفقد وعيه.
اختارا يومًا مناسبًا عندما يكون الطفل في بيت جدته، حتى لا يشهد ما سيحدث. أعدّت الزوجة المشروب وخلطته بالمخدّر، ثم انتظرت حتى يفقد زوجها الوعي، لتتصل بعشيقها الذي حضر إلى المنزل في هدوء، وسدّد له عدة طعنات نافذة أودت بحياته على الفور.
ثم حمل الاثنان الجثة وألقياها في أرض زراعية مجاورة للمنزل، أملاً في أن يُسجَّل الحادث على أنه "جريمة مجهولة".
الجريمة تُكتشف والجيران يبلغون الشرطة
بعد ساعات، لاحظ الجيران غياب "أحمد" وارتابوا في الأمر، حتى عثر أحدهم على جثمانه ملقى في الأرض الزراعية والدماء تغطي ثيابه.
تم إبلاغ الأجهزة الأمنية، وعلى الفور انتقل فريق من المباحث بقيادة مباحث مركز قوص إلى موقع الحادث، وتم تشكيل فريق بحث جنائي لفك لغز الجريمة.
تحريات دقيقة وشاهد مفتاح
بدأت المباحث في فحص دوائر علاقات المجني عليه، وسماع أقوال الجيران، حتى أدلى أحد الشهود بمعلومة حاسمة، حيث أكد رؤيته لرجل غريب خرج من منزل "منى" في توقيت مقارب لوقوع الجريمة.
بفحص كاميرات المراقبة ومطابقة الأوصاف، توصلت التحريات إلى هوية العشيق "أيمن" الذي يعمل بائع خضروات في السوق ذاته الذي تتردد عليه الزوجة.
الاعتراف والتفاصيل الكاملة
تم القبض على الزوجة وعشيقها، وبمواجهتهما بالأدلة، انهارا واعترفا تفصيليًا بارتكاب الجريمة. روت "منى" كيف خدّرت زوجها بمشروب، ثم استدعت عشيقها ليقتله، بينما أكد "أيمن" أنه طعنه استجابة لرغبتها بعد أن وعدته بالزواج عقب التخلص من الزوج.
أُعيد تمثيل الجريمة في مسرح الواقعة بحضور النيابة العامة، التي أسندت إليهما تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
العدالة تأخذ مجراها
أُحيلا إلى محكمة الجنايات في قنا، التي نظرت القضية في جلسات مطوّلة استمعت خلالها لأقوال الشهود وتحقيقات المباحث وتقارير الطب الشرعي.
وفي سبتمبر 2019، أصدرت المحكمة حكمها بإجماع الآراء، بإعدام كل من منى أ. وأيمن شنقًا حتى الموت، جزاءً لما اقترفاه من جريمة شنعاء هزّت مشاعر الرأي العام.
نهاية مأساوية لخيانة قاتلة
انتهت القصة التي بدأت بخيانة صغيرة في سوق القرية بجريمة بشعة أنهت حياة أسرة بأكملها.
رحل "أحمد" غدرًا، وضاعت الزوجة والعشيق بين جدران السجن في انتظار حبل المشنقة، وبقي الطفل الوحيد شاهدًا على مأساة عنوانها: "الخيانة لا تُثمر إلا موتًا وندمًا."