دفنوها وهي على قيد الحياة!.. تفاصيل صادمة في قضية احتجاز فتاة مريضة نفسيًا حتى الموت
حددت محكمة مستأنف جنايات الجيزة، جلسة 1 نوفمبر المقبل، لنظر استئناف عامل وزوجته على حكم سجنهما 5 سنوات، بعد إدانتهما بقتل ابنة الأول عن طريق الإهمال، عقب احتجازها لسنوات داخل غرفة مغلقة بمنزلهما في منطقة أطفيح بالجيزة، بحجة معاناتها من مرض نفسي وصعوبة علاجها.
تفاصيل الحكم الأول
كانت محكمة جنايات جنوب الجيزة (دائرة أطفيح) قد قضت في وقت سابق بمعاقبة المتهمين "ه.ز" وزوجته "ع.ي" بالسجن لمدة خمس سنوات، بعد أن وجهت لهما النيابة العامة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، على خلفية احتجازهما المجني عليها "ميرفت" داخل غرفة مغلقة، وحرمانها من الطعام والشراب لفترات طويلة، مما أدى إلى وفاتها جوعًا وضعفًا.
النيابة: الأب وزوجته خططا لقتل المجني عليها
وجاء في تحقيقات القضية رقم 7895 لسنة 2024 جنايات أطفيح، والمقيدة برقم 6510 لسنة 2024 كلي جنوب الجيزة، أن الأب وزوجته بيّتا النية وعقدا العزم على قتل الفتاة، بعد أن قررا حبسها داخل غرفة مغلقة “دون وجه حق”، ومنعا عنها الطعام والشراب لأيام عدة في ظروف غير إنسانية، قاصدين بذلك إزهاق روحها.
عشر سنوات من المعاناة النفسية
كشفت التحريات الأمنية أن المجني عليها "ميرفت" كانت تعاني من مرض نفسي مزمن منذ نحو عشر سنوات، بسبب صدمات عائلية متتالية عقب وفاة والدتها.
وقد حاول ذووها علاجها على فترات — تارةً لدى الأطباء، وتارةً أخرى عند الشيوخ والمشعوذين — إلا أن ضعف الإمكانيات المادية للأسرة حال دون استمرار العلاج، ما جعل حالتها تتدهور يومًا بعد يوم.
زواج لم يُخفف المعاناة
قبل أكثر من عامين، تزوجت "ميرفت" على أمل أن يساعد الزواج في تحسين حالتها النفسية، لكنها لم تجد الاستقرار الذي حلمت به.
فلم يدم الزواج طويلًا، وانتهى بعد نحو عامين فقط، أنجبت خلالهما طفلة صغيرة بقيت مع والدها، بينما عادت "ميرفت" إلى منزل والدها في أطفيح تعاني الوحدة والانهيار النفسي.
العائلة: المرض النفسي "عار" لا يُغتفر
أوضحت التحريات أن الأسرة لم تكن تؤمن بالمرض النفسي، واعتبرت تصرفات الابنة "فضيحة" تهدد سمعة العائلة.
ومع تكرار أفعال غير واعية من "ميرفت" — منها صعودها إلى سطح المنزل والتجرد من ملابسها — تصاعد غضب الجيران الذين طالبوا الأب بالتصرّف فورًا.
وبعد ضغوط متزايدة، قرر الأب حبسها داخل غرفة مغلقة، على أن تتولى زوجته الثانية مهمة إحضار الطعام والماء لها.
إهمال قاتل
ومع مرور الشهور، بدأت الزيارات تتباعد، والطعام يقلّ، خصوصًا بعد تدهور الحالة المادية للأسرة وتقدّم الأب في العمر.
وأفادت التحريات أن "ميرفت" بقيت في الغرفة أيامًا دون طعام أو رعاية، حتى ضعفت قواها تمامًا، وانتهى بها الأمر إلى الموت جوعًا وضعفًا دون أن يسمع أحد أنينها.
اليوم الأخير.. حين وجدوا الجثة
في يوم الواقعة، قررت زوجة الأب الاطمئنان على "ميرفت" بعد يومين من الانقطاع، لتفاجأ بها جثة هامدة داخل الغرفة، وقد بدت عليها علامات التحلل.
تم إخطار الأجهزة الأمنية، وانتقلت قوات الشرطة إلى مكان الحادث، وحررت محضرًا بالواقعة، قبل أن تُحال للتحقيقات.
تقرير الطب الشرعي: لا آثار عنف.. لكن الوفاة بسبب الإهمال
أكد تقرير الطب الشرعي أن الجثمان كان في حالة تعفن كامل، وخالٍ من أي إصابات تشير إلى عنف جنائي أو مقاومة.
كما تبين أن الأحشاء خالية من أي أمراض أو مواد سامة أو مخدّرة، ما يشير إلى أن الوفاة نتيجة الجوع والإهمال الشديدين وليس بسبب اعتداء مباشر.
العدالة أمام محكمة الاستئناف
ومن المقرر أن تنظر محكمة مستأنف جنايات الجيزة في جلسة 1 نوفمبر المقبل، الاستئناف المقدم من المتهمين ضد الحكم الصادر بحقهما بالسجن 5 سنوات، وسط ترقب كبير من الأهالي والرأي العام، في انتظار ما ستقضي به المحكمة في واحدة من أبشع وقائع الإهمال الأسري التي شهدتها الجيزة خلال الأعوام الأخيرة.















