حوادث اليوم
الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 07:51 صـ 14 جمادى أول 1447 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق
صرخات منتصف الليل في عزبة طراد.. حين دافعت الأرملة عن بيتها فواجهت رصاصة الغدر «أب وابنه يواجهان لودر»..ويعتدوا على عمال الرصف يسبب ”تندة خضار” بسوهاج القبض على قاتل شاب بإسنا بعد أسبوع من الجريمة.. تمثيل الواقعة أمام النيابة وكشف تفاصيل الدافع العائلي ضبط 50 برميل زيوت فاسدة ومواد كيميائية مجهولة المصدر في حملات تموينية مكثفة بكفر الشيخ مليارا جنيه في الهواء”.. تفاصيل سقوط “مستريح السيارات” أمير الهلالي بعد أكبر عملية نصب في سوق السيارات بمصر من مذيعة على الشاشة إلى قاتلة محتملة.. جريمة صادمة تهز كانساس الأمريكية تطور جديد في قضية كارما.. دعوى قضائية ضد مدرسة كابيتال الدولية بعد ثبوت إصابتها بعاهة مستديمة إصابة أسرة كاملة في حادث مأساوي ببني سويف.. انقلاب دراجة بخارية على طريق الصحارة الداخلية تضبط مروج مخدرات بالقاهرة بعد فيديو صادم على مواقع التواصل بعد أسبوع من الجريمة.. تفاصيل مثيرة في مقتل شاب بطلق ناري جنوب الأقصر خيانة قاتلة في سوهاج.. زوجة تتفق مع عشيقها على التخلص من زوجها ليتزوجا بعد الجريمة مصرع عنصر إجرامي خطير بعد تبادل إطلاق النار مع الشرطة في أسوان

صرخات منتصف الليل في عزبة طراد.. حين دافعت الأرملة عن بيتها فواجهت رصاصة الغدر

متهم دكرنس.
متهم دكرنس.
الدقهلية

في تلك الليلة الهادئة من ليالي عزبة طراد التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، لم يكن أحد من الأهالي يتوقع أن يُكسر سكون القرية بصوت رصاص مفاجئ، ولا أن تتحول محاولة سرقة إلى جريمة قتل مأساوية راحت ضحيتها سيدة أرملة تُدعى "موزة عوض سالم"، تبلغ من العمر 55 عامًا.
كانت موزة تعيش وحيدة بعد وفاة زوجها، معروفة بين جيرانها بطيبتها وكرمها وبساطتها، فلا عداوات لها ولا خصومات، فقط امرأة بسيطة تقضي يومها بين بيتها الصغير وأرضها الزراعية التي ورثتها عن زوجها الراحل.

بداية المأساة

قبيل منتصف الليل، تسلل ثلاثة لصوص إلى منزل موزة، أحدهم من نفس العزبة، والاثنان الآخران من قرية مجاورة تُدعى ميت طريف.
كانوا يظنون أن البيت يخلو من أحد أو أن السيدة المسنّة لن تشكل خطرًا عليهم، لكن القدر كتب فصلًا آخر للجريمة.
بينما كانوا يبحثون في الظلام عن أي مال أو مجوهرات، أحسّت موزة بحركتهم، فصرخت بكل ما أوتيت من قوة:

“حرامية! إلحقوني يا ناس!”

لم يتحمل اللص الرئيسي صراخها، فرفع سلاحه وأطلق رصاصة أصابت بطنها، ثم أطلق أخرى استقرت في ساقها، فسقطت على الأرض تصرخ ألمًا بينما تسيل دماؤها على أرض بيتها الطيني.

صرخة تهز القرية

لم تمر سوى لحظات حتى عمّ الهرج والمرج في عزبة طراد. هرع الأهالي من بيوتهم على صوت الرصاص والصرخات، ليجدوا موزة ممددة على الأرض، واللص يحاول الهرب في الظلام.
لكن أبناء القرية لم يتركوه، فطاردوه حتى أمسكوا به عند أطراف الحقول، وانهالوا عليه ضربًا وسط غضب عارم، قبل أن تصل قوات مباحث مركز دكرنس بقيادة المقدم عمار الجداوي، التي سيطرت على الموقف وألقت القبض على المتهم.

دموع في عيون القرية

في الصباح التالي، تحولت عزبة طراد إلى ساحة حزن كبيرة.
تجمّع الأهالي حول بيت الضحية، والعيون تفيض بالدموع، والنساء يرددن الدعاء بالرحمة. كانت موزة عوض سالم رمزًا للبساطة والكرم في القرية، تعيش مما تجنيه من أرضها وتساعد الجيران بما تقدر عليه.

قال أحد جيرانها:

“ما كانتش تستاهل اللي حصل فيها.. دي ست طيبة كانت بتعيش في حالها، لا ليها عداوات ولا خصام مع حد.”

وأضاف آخر:

“اللي عمل كده لازم يتعاقب أقصى عقوبة.. دي جريمة تهز الضمير.”

العدالة تتحرك

نُقلت جثة الضحية إلى مشرحة مستشفى دكرنس العام، وبدأت النيابة العامة التحقيق في الحادث، حيث تم تحريز السلاح المستخدم وسماع أقوال المتهمين، وسط مطالبات شعبية بتطبيق أقصى درجات العقوبة على الجناة.

من جانبهم، أشاد الأهالي بسرعة تحرك رجال الشرطة والمباحث، الذين وصلوا إلى مكان الجريمة خلال دقائق، ما ساعد على القبض الفوري على القاتل، قبل أن يحاول الهرب أو طمس الأدلة.

مأساة تحمل رسالة

رحلت "موزة" وهي تحاول الدفاع عن بيتها البسيط الذي بناه زوجها الراحل بجهد العمر، رحلت بشجاعة امرأة لم تخَف من مواجهة اللصوص، حتى لو كلفها ذلك حياتها.
جريمتها لم تكن مجرد حادث سرقة انتهى بموت ضحية، بل صرخة إنسانية ضد الطمع والجشع وانعدام الضمير.

واليوم، لا تزال القرية تتحدث عنها كرمز للكرامة والصمود، تلك المرأة التي واجهت رصاصة الغدر بشجاعة، لتبقى قصتها حكاية مؤلمة في ذاكرة الريف المصري.

موضوعات متعلقة

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found