حوادث اليوم
الجمعة 19 أبريل 2024 06:18 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

المؤامرة .. و الفوضى ” المميتة ”

الكاتب الصحفي سعيد محمد احمد
الكاتب الصحفي سعيد محمد احمد

من يعتقد أن الفوضى الخلاقة "المميتة"، وقبلها الترويج "لشرق اوسط جديد"، وما تلاها من إرهاب دولى واقليمي منظم جرى بالفعل وامتد فى العديد من ربوع المنطقة العربية قد إنتهى فهو مخطئ.

وحقيقة الأمر ، وبرغم ما تم تخريبة وتدميرة فى المنطقة وتهريب أبنائها واجبارهم قسرا أو طواعية عبر أصقاع الأرض فى شكل لاجئين من مختلف الجنسيات دون استثناء من "العراقى و اليمنى والليبي والسورى واللبناني والسودانى والمصرى والخليجي"وفقا لتوجهات كل شريحة من شرائح تلك المجتمعات.

فمن كان يتصور أن مشروع "الفوضى" الدامية قد إنتهى فى العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان والسودان وتونس و فى مصر أيضا ، فهو واهم ومخطئ ، وربما تكون هناك جولة قادمة قد تطال المزيد من الدول مع الأخذ فى الاعتبار بأن العراق ثاني أهم منتج للنفط في العالم وماذا فعلوا به؟!!.

المؤكد إن "الفوضى" المقبلة قد غيرت من أدواتها بشكل كلى، واتخذت مسارا مختلفا عن كافة المسارات السابقة التى استندت إلى عوامل سياسية وعسكرية وأمنية لمواجهة قوى ارهابية لتركز فى مسارها الجديد على الجانب الاقتصادى دون غيره والمتعلق "بقوت" الشعوب والمتاجرة بها بكل قوة للضغط اقتصاديا لتخريب "قوتهم اليومى " المهدد بالخطر والضياع فى ظل ارتباك دولى تجاه أزمات حاده منها الحرب الروسية الاوكرانية وتوتر العلاقات ما بين بكين وواشنطن بشأن جزيرة تايوان وما يجرى من خلالها من صراع وسباق تسلح بين كافة أطرافها.

فالمسار الجديد "للفوضى" لم ولن يستخدم فيه أيه أسلحة تقليدية، بل استخدم سلاح جديد بارع وخارق للبطون وفتاك للعقول، وموجود وبوفرة فى كافة مجتمعاتنا، ومرتبط إطلاقه بجملة من المصالح الرأسمالية العالمية المتوحشة الكبرى والمنافع الآنية الصغيرة والقصيرة المدى ، وعبر عمل ممنهج اكتسب خبراته قبل ١٢ عاما مضت عبر فعاليات شيطانية استهدفت تخريب ودمار معظم دول ما سمى "بالخراب العربى".

وبما أن ذاكرة الشعوب " ذاكرة سمكة" لاتتعلم من أخطائها، فلن تندهش ولن تصاب بالذهول من استمرارية دعم ومساندة وتحريض سواء من قبل الكارهين لأوطانهم فى الداخل، أو الهاربين أو من خرجوا كراهية أو طواعيه تحت مزاعم ودعاوى الكراهية والمظلومية وبين أحلام ترويج الغرب لفكرة" الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان"على خلاف الحقيقة.

فدعاه مصطلحات تلك القيم هم أول من لفظوها عندما أصابت بلادهم بالفوضى، وشاهدنا فصولا منها على الهواء مباشرة برفضهم لكل الممارسات "الغير قانونية" التى اصطدمت بتجاوزات "قيم الحريات والديموقراطية"، وعرضت بلادهم للفوضى والخراب سواء فى "فرنسا او انجلترا او امريكا " وجرى وأدها بكل عنف وإفراط فى استخدام القوة بالقول المشهور " لا حديث عن الديمقراطية وحقوق الانسان عندما تتعرض دولنا لتهديد أمنها القومى.

فالمؤكد ان المنطقة العربية، وفى القلب منها مصر مازالت الهدف والمستهدف ومحاطة بكره من اللهب عبر جملة من الملفات الشديدة الخطورة وتشكل فى مجملها تهديدا خطيرا وغير مسبوق للأمن القومى المصرى من "أسوان جنوبا الى ليبيا غربا وغزة وسيناء شرقا " وما بينهما من تفاصيل برغم التضحيات الضخمة وما ارتبط بها من وأد لكافة صنوف وخلايا عناصر الارهاب والتطرف الدولى المنظم، وتغيير استراتيجيتها للتحرك عبر بوابة ليس "تركيع" الحكومات فحسب، بل وتركيع شعوبها بيد أبنائها من الداخل بممارسة سياسات الضغط الاقتصادى والنقدي لتخريب بلدانهم ممن تملكت منهم الكراهية المتعددة الألوان والأفكار والأشكال وبجهل سواء عن حسن نيه أو قصد مبين من قبل أشخاص آو جماعات منظمة او دول بتهديد أوطان آمنة ودول وأنظمة مستقرة .

وبرغم ما يجرى على أرض الواقع كل يوم فهناك كثير لايعد ولا يحصى قد تحقق، بعد أن نعم الجميع بنعمة الامن المفقوده وسببت لهم رعبا وأذى غير مسبوق فى ضياع الامن والاستقرار، وهم يرون كيف يتسرب الوطن بكل مكوناته من بين أيديهم، فلم يشغلهم آنذاك لاطعام ولا شراب ولا أسعار ولا غلاء ولا إختفاء سلع، فكان الهم الاكبر لكل منا كيف يلوذ الى مكان آمن يطمئن فيه على نفسه واهله وممتلكاته مهما كانت بساطتها.

اما وقد تحقق الامن بشكل كامل واصبح الاستقرار عنوانا للحياه الامنة والمستقرة، لتبدأ الكره من جديد من عدم الرضى ثم جحودا وغضبا ونكرانا وتوجيها للوم وهجوما وانتقادات لاذعة ومخلة تنبىء عن حالة من التفكك الفكرى والثقافى جوهرها فى غياب تام للدوائر السياسية والإعلامية الرصينة لتعمل دون تلوين او تطويع او تخدير او محاباة لواقع مؤلم لتجميله، وهى والمسؤله عن قراءة المشهد بشكل محايد وشفاف للتعامل معها بعقلانية ورشد مدعومة بقرارات واحصاءات شفافه عن الوضع بدقة شديدة والتجاوب معها بمنطق حوارا وطنيا خالصا باستدعاء غياب تلك الساحة المجتمعية التى تغير سلوكها بسبب مخاطر شبكات "السوشيال ميديا" العنكبوتية التى امتصت وسحقت معها كافة المشاعر الانسانية والادبية والاخلاقية والابداعية وهو امر يستدعى الانتباه لصياغة جديدة للوعى بالتعامل المباشر مع العقل الجمعى بدرجة عالية من الصراحة وحرية الراى والتعبير الرصين ليتماشى فى القول والفعل مع دولة ووطن ومواطنة حقيقية.

فالخائن من خان بالفعل وطنه واساء ارتباطه بمجموعة من المرتزقة والمتطرفين فهو لا يؤتمن حتى لو تكلم قرآنا.
"افيقوا يرحمكم من لا يرحم "
حفاظا على الارض والوطن والشعب .

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found