حوادث اليوم
الأحد 19 مايو 2024 03:31 صـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

بنت العز فقدت أغلى ما تملك فى قعدة مزاج وبتتمنى التوبة لكن شيطانها بيطاردها

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعد رحلة طويلة مكللة بالفشل قررت فجأة أن أبدأ حياة جديدة أبتعد فيها عن كل من يعرفنى ورحت أؤكد لنفسى أننى أسير على طريق الصواب .. ولم يخطر لى ببال أننى سلكت طرقا عديدة للشيطان وسلمته نفسى يفعل بها ما يشاء وبعدما كان مشوارى فى الحياة حافلا بالنجاح الذى عاهدت نفسى ألا أحقق سواه على مدى سنوات عمرى راحت تتخللنى حالة من الغرور والسخط على الواقع الذى كنت أعيش فيه وسط أسرتى التى كان يتمتع أفرادها بقدر وفير من الاحترام والتقدير بين عائلات القرية لما تمتلكه من أطيان وعقارات والعديد من الممتلكات.. وظننت أن النجاة لن تتحقق إلا بحياة اللهو والانصياع لأقاويل الشيطان بلا أن أعارضه .. وفجأة وجدت الجميع من حولى يعايروننى بفشلى الذى بدأ مبكرا خلال سنوات الدراسة فى المرحلة الإبتدائية مما جعلنى أشتاط غيظا ممن يذكرنى برحلة الفشل هذه .. وبدون أن أنظر حولى وجدتنى أترك حياة البذخ والترف التى أعيشها بصحبة أسرتى وأتوجه إلى الشارع الذى أوقعنى بحظى العثر فى شباك الانحراف ورحت أبحث عن ليالى الفرفشة والمتعة الحرام .. وأنفقت كل ما أمتلكه وأكتنزه من نقود وبعدما ضاعت ثروتى ابتعد عنى الأصدقاء الذين كانوا يتخذون من أموالى وسيلة للبقاء فى الحياة .. وبعد مشوار طويل من التفكير قررت عزيزى محرر باب إعترافات أن أبعث إليك بقصتى حتى تقوم بنشرها كاملة بلا نقصان آملا أن تكون فيها العظة والعبرة لغيرى من الفتيات وتكون ناقوسا يذكرهن بالمخاطر قبل الوقوع فيها والندم بعد فوات الأوان .. اسمى حسناء .. أسرتى كانت غنية نوعا ما وتحجز مكانا متوسطا بين العائلات الغنية .. لم نكن نعرف طريقا واحدا للفقر .. كانت علاقتى بالحياة عبارة عن أننى أطلب ما أريده فأجد والدى يلبى لى مطلبى بلا أى مناقشات .. وخلال صغرى لم أتذوق يوما من الأيام أى طعم للحرمان.. كان لى أربعة أشقاء أنا أصغرهم .. مرت بى الأيام ومن ورائها الشهور ثم السنوات حتى بلعت السادسة من عمرى وألحقنى والدى بإحدى المدارس الموجودة بقريتنا الصغيرة.. المهم دخلت تلك المدرسة وكلى سعادة بالغة لما كنت أتعلمه داخل المدرسة إلا أن علامات الضيق بدأت تظهر على ملامح وجهى بعدما كنت قد تفننت فى أن أقوم بحجبها عمن حولى وخاصة والدتى التى كانت دائما تتشاجر مع والدى وكان هو الآخر يكافئنى بقسوته على بكلماته المتحجرة التى كانت تظهر مدى بخله وكرهه لى .. المهم أننى عشت بين أصدقائى أياما هى بحق من أجمل أيام حياتى خلال المرحلة الإبتدائية ومنها إلى الإعدادية .. فالثانوية العامة وكنت أعتبر هذه المرحلة أنها ستكون بمثابة لحظة انتقال وتحول فى حياتى وكم تمنيتها إلى الأفضل لكن الرياح جاءت بما لا تشتهى السفن .. ولم أدرك أنها سوف تتحول بى إلى الأسوأ فكانت عصيبة بكل المقاييس وبشتى الطرق .. حيث بدأت أتجرع كئوسا من المرار على يد والدى الذى اكتشفت فجأة أنه بخيل جدا ويمكن له أن يحرمنى من أى متاع فى الدنيا مما كنت أريده فهو كان يشغله دائما كيفية قيامه بتكوين ثروة هائلة ولا يحب من يطلب منه شيئا .. مرت بى الأيام ومن ورائها الأسابيع والشهور حتى فوجئت بنتيجة إمتحانات الثانوية لأجد أننى قد رسبت تمنيت وقتها أن تنشق الأرض من تحتى وتبتلعنى .. وأتذكر يومها أننى حرمت نفسى من الأكل والشرب بل والنوم فى البيت .. إلا أن حالى راح ينقلب رأسا على عقب .. وكانت أحوال والدى دفعتنى لكره من حولى .. وقررت فجأة فى لحظة إنكسار أمام الشيطان أن أقوم بهجر المدرسة وأن أتفرغ للبحث عن النجاح قبل أن أفشل فى الوصول إليه .. وقفت شارد الفكر لا أقوى على التفكير فى مصيرى المجهول الذى ينتظرنى على يد والدى البخيل .. ورحت بعد فترة أتمرد على الواقع الذى أحيا فيه وسط أسرتى .. ولم أكل أو أمل فى البحث عن بارقة أمل لى فى الحياة وكلى حسرة حيث انتابنى شعور باليأس .. وبعد مشوار تلاطمت خلاله مع أمواج الحياة المتقلبة .. سقطت قدماى أمام إحدى السيدات التى اقتربت منى وعاملتنى بحنان بعدما علمت أننى أنتمى لإحدى الأسر ميسورة الأحوال وسوف أرث من والدى ثروة هائلة.. وراحت تشبعنى بكلماتها الرقيقة وأوهمتنى بأنها تخشى على من السقوط فى طريق الشيطان .. صدقتها وأقنعت نفسى بأنها إنسانة صادقة فيما تقول واعتدت على مقابلتها بصفة يومية .. وعرضت عليها فى أحد الأيام أن ألتحق للعمل معها بعدما صارت بيننا صداقة لا يمكن أن نتجاهلها امتنعت عنى شيئا ما.. ولأنها أصبحت مقربة لى جدا ومن أقرب الناس إلى قلبى فكان حظى معها دائما أفضل من غيرى من صديقاتها ولأن خبرتى فى الحياة كانت ضئيلة لم أكن أعلم أنها تنصب شباكها حولى لإجبارى للعمل معها فى ترويج المواد المخدرة وإذلالى بالاشتراك مع مجموعة من الساقطات فى العديد من ليالى الأنس والفرفشة التى سلبتنى خلالها كل ما أمتلكه وليس ذلك فقط إنما أجبرتنى بالتوقيع على إيصالات أمانة فى الوقت الذى تعلم فيه تماما أن أرصدتى بالبنوك هى ( صفر ).. ورغم أننى كنت أخشى من الطريق الذى سوف تجذبنى إلا أن كلماتها أقنعتنى فى غفلة منى ووجدتنى تحت تأثيرها أوافقها على قضاء سهرة حمراء فى أحضان أحد زبائنها من الرجال راغبى المتعة الحرام مقابل مبالغ مادية تعطيها لى .. ورحت أنساق معها بلا أى مقدمات للتفكير .. حيث أوهمتنى بأن هذا الطريق هو الأفضل للابتعاد عن المشاحنات والهموم وأن لديها مكانا أمينا ستجعلنى أقضى فيه سهرات الأنس والفرفشة .. وشيئا فشيئا حصلت على موافقتى وبدأت أشترك معها فى كل شئ محرم وراحت تجلب لى الزبائن وعرفتنى على مجموعة كبيرة من السقطات اللاتى تعلمت منهن العديد والعديد بل أننى أدمنت رائحة الحرام وعشقت رحيقه الكريه .. وهنا بلغت سعادتى ذروتها خاصة بعدما راحت الأحلام الوردية تداعبنى وبدأت أتخيل نفسى وأنا من أمتلك الثروات وأتلاعب بمن حولى والجميع ينحنى أمامى إرضاء وخوفا ولم أكن أدركها تماما بأن من ينحنى أمامى يطمع إما فى نقودى أو فى جمال جسدى الممشوق الذى كان ملفتا للأنظار من حولى .. وطلبت منى صديقتى الاشتراك معها على أن تقدمنى على مائدة زوار سهراتها الحمراء مقابل أن تعطينى ما أطلبه من النقود .. وأمام تهديداتها لى عجزت تماما عن مقاومتها وانسقت معها فى تيار الخطيئة حتى أدمنت اللعبة وأتقنتها وكأننى تربيت عليها .. وعندما وجدتنى مطلوبة لدى الرجال الذين كانوا يرفضون قضاء لياليهم الحمراء مع زميلاتى من الساقطات بدأت أتمرد على صاحبة الوكر .. وفى إحدى المرات فوجئنا برجال مباحث الآداب يداهمون الوكر وألقوا القبض علينا أثناء ممارسة الرذيلة مع راغبى المتعة الحرام .. وتحرر المحضر اللازم بذلك وبعرضنا على النيابة أحالتنا إلى المحكمة التى قضت بحبسى لمدة خمس سنوات قضيتها فى حسرة وألم بين أربعة جدران .. وتمنيت أن تنتهى فترة العقوبة وأن أخرج إلى الحرية وأبدأ حياتى من جديد .. وبعدما قضيت سنوات العقوبة خرجت لأجد نفسى وحيدة أبحث عن أحد الأشخاص الذى يأخذ بيدى ويساعدنى فى التوبة فما زالت لدى رغبة أكيدة فى الزواج والإستقرار.. و لا أرغب فى أن ألقى بجسدى فى الليالى الحمراء التى كرهت نفسى بسببها .. وها أنا لا أعرف كيف أبدأ حيث وجدت الجميع ينظر لى على أننى إنسانة موبوءة .. وكلى أمل فى أن أحقق أملى فى التوبة قريبا.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found