دماء على الطريق الإقليمي
أسرار صادمة في مأساة ”صبايا العنب” والمنوفية تحت الصدمة

في واحدة من أبشع الكوارث الإنسانية التي عرفتها مصر خلال السنوات الأخيرة، تحوّل طريق الموت المعروف بـ"الطريق الإقليمي" إلى ساحة مأساوية راح ضحيتها 19 فتاة في عمر الزهور وسائق حافلتهن، بعد تصادم مروّع مع شاحنة وقود مسرعة تسير في الاتجاه المعاكس.
صدمة وطنية.. شاحنة محملة بالوقود تسحق فتيات مزرعة العنب
وقعت الحادثة المفجعة أثناء عودة فتيات من إحدى مزارع العنب بمحافظة المنوفية، بعد يوم عمل شاق، لتصطدم بهن شاحنة نقل ضخمة تسير عكس الاتجاه على الطريق الدولي الإقليمي، وتحوّل أجسادهن إلى أشلاء. الشرطة ألقت القبض على السائق الهارب، لكن الحقيقة الأكثر رعبًا جاءت من نتائج التحاليل.
نتيجة التحليل الطبي تصعق الجميع: السائق كان "تحت تأثير المخدرات"
أكدت نتائج الفحص الطبي التي أجريت لسائق شاحنة الموت تعاطيه مواد مخدرة ومنشطات أثناء القيادة. ووفقًا لشهادات من شهود العيان، كان السائق يقود بسرعة جنونية، في الاتجاه المعاكس، دون أدنى اكتراث بسلامة الآخرين.
"بنات العنب".. رحلن في صمت وهزن قلوب مصر
الضحايا كنّ من قرية واحدة بالمنوفية، بعضهن طالبات في الثانوية وأخريات عاملات باليومية، خرجن من بيوتهن بحثًا عن لقمة عيش حلال، لكنهن عدن محمولات في نعوش بيضاء. أعمارهن لم تتجاوز 21 عامًا، والجميع أجمع على أن ما حدث لا يمكن وصفه إلا بكلمة واحدة: فاجعة وطنية.
جنازات جماعية ومشهد مهيب في وداع صبايا المنوفية
آلاف المواطنين شيّعوا الفتيات في جنازات جماعية مهيبة وسط حالة حزن عارم اجتاحت القرية والمناطق المحيطة بها. النعوش البيضاء سارت بصمت، والدموع سبقت المشيعين، أما مواقع التواصل الاجتماعي فاشتعلت غضبًا على المسؤولين عن الطريق الذي وصفه الأهالي بـ"طريق المقابر المفتوحة".
الحكومة تتحرك والنيابة تستجوب السائق
في استجابة سريعة، أعلنت الحكومة تقديم مساعدات مالية عاجلة لأسر الضحايا، بينما بدأت النيابة العامة تحقيقًا موسعًا مع السائق المتهم، والذي ستوجه له عدة تهم منها القيادة تحت تأثير المخدرات، القتل الخطأ، والسير عكس الاتجاه في طريق سريع.
طريق الإقليمي.. لماذا يُترك مفتوحًا للموت؟
الطريق الذي شهد الحادث مغلق من أحد اتجاهاته منذ عامين بدعوى الإصلاحات، وهو ما أجبر الشاحنات على مخالفة قواعد السير والقيادة عكس الاتجاه. الأهالي يطالبون الآن بفتح تحقيق عاجل في هذا الإهمال القاتل، ومحاسبة المتسببين في استمرار هذه الأزمة التي تهدد أرواح الأبرياء.