”فوبيا الخطف والمخدرات” تُصيب المصريين.. اعتداء بالضرب على سيدة منتقبة بسبب عبوة أنسولين!

في واقعة غريبة من نوعها و تجسّد خطر الشائعات التي تنتشر علي مواقع التواصل الأجتماعي والتسرّع في الحكم على الآخرين، تعرّضت سيدة منتقبة من مركز منفلوط بمحافظة أسيوط لاعتداء بالضرب والسب من قبل مواطنين جاء ذلك غقب اتهامها زورًا بحيازة مواد مخــ.درة، بينما كانت تحمل فقط دواء الإنسولين الخاص بها لعلاج مرض السكري.
بداية القصة المزعحة .. طفل يصرخ والسائق يتدخل
السيدة، المصابة بالسكري، كانت في طريقها إلى مقر عملها كأي مواطن يذهب الي عملة صباح كل يوم وتحمل في حقيبتها أدوية الإنسولين الخاصة بها لانها تعاني من مرض السكري . وعند ركوبها توك توك، جلس بجوارها طفل صغير هو نجل السائق. وما إن أخرجت المال لدفع الأجرة، حتى لمح الطفل عبوة الأنسولين داخل حقيبتها فارتبك، وبدأ يصرخ معتقدًا – عن جهل – أن ما تحمله السيدة هو "مواد مخــ.درة".
تفتيش واتهام وضرب.. دون تحقق
تفاجأ السائق برد فعل ابنه، وسارع إلى تفتيش حقيبة السيدة دون إذن منها بشكل عنيف ليتوهم بدوره أنها تحاول تخدير الطفل أو حيازتها لمواد غير قانونية. فما كان منه إلا أن دفعها خارج التوك توك بعنف، ليتجمهر المارة في الشارع، ويقوموا بالاعتداء عليها بالضـرب والسب، رغم محاولاتها المتكررة لتوضيح الأمر.
الأسوأ أن الواقعة لم تقف عند هذا الحد، بل تم إبلاغ الشرطة ضد السيدة، التي لم تكن تحمل سوى علاجها الأساسي لحالة مزمنة تتطلب الرعاية لا الإهانة.
ظاهرة "فوبيا الخطف" وغياب الوعي
تأتي هذه الواقعة في ظل تزايد حالة من الهلع الشعبي والخوف المبالغ فيه من وقائع خطف أو مخــ.درات منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يدفع البعض للتصرف بعشوائية دون تحقق، في تكرار لنمط العدالة الشعبية الخاطئة.
الخبراء يشددون على أن الخوف المشروع لا يبرر الاعتداء على الأبرياء، وأن أي اشتباه يجب أن يُترك لجهات التحقيق المختصة، دون تصرفات فردية قد تؤدي إلى ظلم فادح وتشويه سمعة أبرياء.
دعوة للتعقل والوعي
الحادثة المؤلمة تفتح بابًا واسعًا لمراجعة ثقافة التسرّع في إصدار الأحكام، وتداول المعلومات الخاطئة، والتصرف الغوغائي. فبينما كانت السيدة تبحث عن لقمة العيش وتحمل علاجها في حقيبتها، وجدت نفسها ضحية لفوضى مجتمعية أساسها الجهل والخوف.