حوادث اليوم
الأربعاء 15 أكتوبر 2025 07:36 مـ 23 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق
”مش هتلبسي الفستان الأبيض”.. مأساة فتاة شوهت وجهها صديقتها السابقة بسبب الغيرة! القدر فضحهم بالصدفة.. كيف كشف حادث سيارة عصابة تهريب الحشيش؟ نصب بشهادات وهمية!.. سقوط صاحب مركز تدريبي خدع الشباب بوظائف كبرى بالقاهرة شقة الأسرار في التجمع الأول.. ضبط راقصة روسية تمارس الرذيلة داخل فيلا فاخرة! دماء في عش الزوجية.. خيانة وسهرة موت تنتهي بجريمة بشعة في أوسيم دماء داخل العائلة.. حين يتحول البيت إلى ساحة انتقام وموت جريمة بشعة في قنا.. العثور على جثة طفل مذبوح داخل الزراعات! النيابة تحيل قضية ليندا مارتينو إلى المحكمة الاقتصادية للتحقيق في جرائم إلكترونية طلق ناري في الرأس.. تفاصيل مقتل شاب على يد جاره بالهرم! تجديد حبس شاب متهم بقتل شقيقه بطعنة في الرقبة بسبب خلافات عائلية بالشرقية مأساة في الجيزة.. انتحار فتاة شنقًا بسبب الاكتئاب داخل منزل أسرتها ارتفاع غير مسبوق في سعر الذهب اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 بختام التعاملات.. عيار 21 بكام

دماء داخل العائلة.. حين يتحول البيت إلى ساحة انتقام وموت

جثه
جثه

لم تعد بعض البيوت المصرية كما كانت مأوىً للأمان والدفء العائلي، بل تحوّل بعضها إلى ساحات للانتقام والدم، بعد أن غابت المحبة، وحلّ محلها الغضب والغيرة والطمع.
وفي مشهدين مختلفين، شهدت محافظتا سوهاج والمنيا خلال عام 2025 جريمتين تقشعر لهما الأبدان، أبطالها من داخل الأسرة، وضحاياها أقرب الناس إليهم.

ذبح بسبب المصاهرة في سوهاج

في قرية الكشح التابعة لمركز دار السلام بمحافظة سوهاج، تحوّلت خلافات بسيطة بين نسيبين إلى جريمة مروّعة في وضح النهار.
أقدم عامل على ذبح شقيق زوجته بسكين حاد أمام المارة، بسبب خلافات المصاهرة التي اشتعلت بين العائلتين، لتتحول الكلمات إلى دماء تسيل على الأرض.
الضحية، ويدعى نوح ف. ن (عامل ترزي)، لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بجرحٍ قطعي في الرقبة، بينما ألقت أجهزة الأمن القبض على المتهم، الذي اعترف بجريمته كاملة مبررًا فعلته بـ«الدفاع عن الكرامة».
قررت النيابة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تقرير الطبيب الشرعي لمعرفة تفاصيل الوفاة والأداة المستخدمة.

زوجة تقتل زوجها وأطفالها بالسم في المنيا

وفي جريمة أبشع، شهدت قرية بدير مواس بمحافظة المنيا فاجعة إنسانية بعدما استخدمت زوجة ثانية مبيدًا حشريًا سامًا لقتل زوجها وأطفاله الستة.
التحقيقات كشفت أن المتهمة مزجت مادة “الكلوروفينابير” القاتلة بالخبز وقدّمته للعائلة، لينتهي الأمر بمصرع الجميع، في جريمة وصفتها النيابة بـ«القتل العمد مع سبق الإصرار».
وأكدت تقارير الطب الشرعي أن المادة السامة تسببت في فشلٍ تنفسي وتسمم دموي أدى إلى وفاة الضحايا خلال دقائق.
تمت إحالة الزوجة إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد، والشروع في قتل الزوجة الأولى، بعد أن اعترفت بالتفاصيل كاملةً بدافع الغيرة والانتقام.

قضية دلجا: إحالة أوراق المتهمة للمفتي بعد ثبوت التهمة عليها | حوادث | جريدة  الديار

بين سوهاج والمنيا.. أسباب مختلفة ونهاية واحدة

تجمع الجريمتان رغم اختلاف تفاصيلهما جوهرًا واحدًا هو الانهيار الأسري، حين يتحول أقرب الناس إلى خصومٍ يسفكون دماء بعضهم البعض.
في سوهاج، كانت العصبية العائلية وخلافات المصاهرة هي الشرارة.
وفي المنيا، كانت الغيرة الزوجية والرغبة في الانتقام هي المحرك.
وفي الحالتين، غابت الحكمة وضبط النفس، فكانت النتيجة واحدة: مأساة ودماء وندم لا ينتهي.

مصر.. والدة «أطفال دلجا» تفجر مفاجأة في المحكمة

تحليل اجتماعي: العائلة من رمز الأمان إلى ساحة الصراع

يرى خبراء علم الاجتماع أن تزايد الجرائم الأسرية في السنوات الأخيرة يعكس خللاً واضحًا في البنية العاطفية للأسرة المصرية.

15 سبتمبر.. بدء محاكمة المتهمة بقتل زوجها وأطفالها الستة في قرية دلجا  بالمنيا - بوابة الشروق - نسخة الموبايل
فقد تحوّلت الخلافات التي كانت تُحل داخل الجدران إلى صراعات علنية تنتهي بالموت، نتيجة لانتشار العنف اللفظي، وضغوط المعيشة، وتعاطي المخدرات، وضعف الوازع الديني.
ويشير المتخصصون إلى أن الحل يكمن في تعزيز الوعي الأسري، ونشر ثقافة الحوار، وتكثيف برامج الدعم النفسي والاجتماعي قبل أن يتحول البيت إلى ساحة مأساة جديدة.

رسالة للمجتمع: لا تدعوا الغضب يقتل المودة

كل قصة من هذه القصص تذكير مؤلم بأن الغضب لحظة، لكن الندم عمرٌ كامل.
فالأسرة، التي وُجدت للحب والأمان، يجب ألا تُصبح مسرحًا للدماء.
ولعلّ أهم ما نحتاجه اليوم هو الرحمة قبل الحكم، والصبر قبل الفعل، والعقل قبل السلاح، لأن الحياة مهما اشتدّ خلافها لا تستحق أن تُختتم بجريمة.

أرقام وإحصاءات عن الجرائم الأسرية (2024–2025)

  • 31% من النساء في مصر تعرضن لأحد أشكال العنف الأسري (النفسي أو البدني أو الجنسي) بحسب تقارير الرصد المحلية لعام 2024، ما يعكس اتساع قاعدة الخلافات التي قد تتطور إلى جرائم.

  • الجرائم الأسرية هي السبب الأبرز لقتل الإناث في مصر وفق مراجعات الطب الشرعي لعام 2024، وغالبًا ما يكون الجاني من داخل الدائرة العائلية (زوج أو قريب).

  • على الصعيد العالمي، تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن نحو 51 ألف امرأة وفتاة قُتلن عام 2023 على يد شريك أو قريب، أي ما يعادل 140 ضحية يوميًا، ما يجعل البيت المكان الأخطر عالميًا على المرأة.

  • أما في شمال إفريقيا، فيُقدّر معدل جرائم القتل بنحو 1.16 لكل 100 ألف نسمة في عام 2023، وهو معدل منخفض عالميًا، لكن نسبة الجرائم الأسرية داخله مقلقة وتشهد زيادة مستمرة.

الخلاصة: الأرقام تؤكد أن العنف الأسري ليس حوادث فردية، بل ظاهرة اجتماعية تستوجب تدخلًا وقائيًا مبكرًا، وبرامج دعم نفسي وأسري، وحملات توعية تحذّر من تحوّل الخلافات اليومية إلى كوارث إنسانية.

موضوعات متعلقة

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found