جربمة في فيصل.. «مباحث الهرم» تكشف لغز وفاة أطفال بعد تسميمٍ متعمد والقبض علي الجاني
تمكنت أجهزة مباحث قسم الهرم من كشف لغز حادثة مروعة أثارت الرأي العام بعد تداول صورة على مواقع التواصل لأطفالٍ وُجدوا في مدخل عمارة بمنطقة فيصل. التحريات الأولية أسفرت عن توقيف مشتبه به وفتح تحقيقٍ جنائي بعد ظهور دلائل قوية على تسميم متعمد استُخدمت فيه مادة مستخلصة من محل لبيع أدوية بيطرية.

ملخص الوقائع بحسب بيان الشرطة والتحريات
-
وردت صورة متداولة لثلاثة أطفال وجدوا متهالكين عند مدخل عمارة في فيصل، فباشرت قوة من مباحث الهرم التحري وتم نقل الأطفال للمستشفى.
-
بحسب أقوال المتهم أثناء المضبوطات والتحريات، كان له علاقة عاطفية بوالدة الأطفال، ووافدت الأسرة على سكنٍ مشترك معه. قال المحققون إنه «اكتشف ما وصفه بسوء سلوك المرأة»، فارتكب جريمته بدافع الانتقام — حسب ما اعترف به المشتبه به.
-
المشتبه به، صاحب محل لبيع أدوية ومستلزمات بيطرية، استغل توفر مادة سامة في محله ووضعها في عصير قدّمه للضحية الأولى التي توفيت لاحقًا. عندما تدهورت حالتها، نقلها إلى المستشفى وسجّل بياناتًا باسم مستعار، ثم غادر.
-

-
بعد مرور ثلاثة أيام، وفق التحقيقات، أعاد المشتبه به تقديم نفس النوع من العصير لبقية الأطفال خلال «خروجٍ تنزهٍ» معهم. أحد الأطفال (6 سنوات) رفض الشرب، فألقى به المشتبه به في مصرف مائي، ما أدى إلى مقتله. الطفلان الآخران ظهرا لاحقًا على مدخل العمارة فاقديَيْن للوعي قبل أن يتم نقلهما للمستشفى وتسجيل وفاتهما.
-
الشرطة تبيّن من معاينات مبدئية وجود آثار تسمم على الضحايا، وتم التحفظ على المشتبه به بعد مباشرة التحقيقات، كما جرى ضبط عينات من المادة المشتبه بها وعينات من العصير ومحتويات المحل.
تُشير مصادر أمنية إلى أن إجراءات النيابة العامة والطب الشرعي مستمرة: فحوصات السموم والتشريح الطبي ستحدد سبب الوفاة بدقة ومصدر المادة السامة، بينما تُجرى مقابلات مع الشهود والقرائن لتحريك الدعوى الجنائية.
ردود الفعل والإطار القانوني
-
القضية – إن صحت نتائج التحاليل المبدئية – تُعد جناية قتل مع سبق الإصرار وتهديدًا بسلامة الأطفال الأبرياء، وستُحال الوقائع إلى النيابة المختصة لاستصدار قرارات بحبس المتهم وضم أدلة الإدانة.
-
يذكّر خبراء قانون بأن مثل هذه الاعترافات في مراحل التحقيق تُستكمل بإجراءات قضائية ومختبرية قبل صدور أحكام نهائية، وأن للمشتبه به حق الدفاع والمحاكمة العادلة.
بعد الواقعة: أبعاد اجتماعية وإنسانية
ما يثير القلق في هذه الحادثة أكثر من جانبها الجنائي، هو بُعدها الاجتماعي والإنساني: كيف تحولت علاقة شخصية إلى ذريعة لارتكاب جريمة ضد أضعف الناس — الأطفال؟ لماذا لم تُلجأ الضحية وذويها إلى الجهات المختصة لمعالجة الخلاف؟ وما دور البيئة المجتمعية في حماية الأطفال ومنع تكرار مثل هذه الوقائع؟
المأساة تُلقي كذلك ضوءًا على ضرورة:
-
تكثيف حملات التوعية حول مخاطر المواد السامة وكيفية حمايتها.
-
تشجيع التبليغ المبكر عن أي تهديد أو سلوك مشبوه داخل المنازل أو المجتمع.
-
دعم لمؤسسات رعاية الطفل والحماية الاجتماعية كي تتصدى لبيئات العنف المنزلي أو الاستغلال.
ماذا ننتظر الآن؟
الخطوات القانونية القادمة المتوقعة:
-
نتائج معامل السموم والطب الشرعي لتأكيد سبب الوفاة.
-
إحالة ملف القضية رسميًا إلى النيابة العامة التي ستقرر توجيه تهم القتل العمد وإجراء تحقيقات موسعة.
-
استدعاء شهود آخرين ومراجعة كاميرات المراقبة إن وُجدت، وفحص سجلات المشتبه به في المحل.
نداء تحذيري للمواطنين
هذه الواقعة تحذر من مخاطر الثقة المطلقة في من حولنا، وتذكّر بأهمية حفظ المواد الكيميائية والدوائية بعيدًا عن متناول غير المختصين، والإبلاغ الفوري عن أي تعاملات مشبوهة أو وعود مالية غير مضمونة، لأن ثمن التهاون قد يكون حياة إنسان بريء.















