حوادث اليوم
الإثنين 27 أكتوبر 2025 01:15 مـ 6 جمادى أول 1447 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق
القبض علي سيدة تتاجر بالمخدرات في منطقة أبو الجود.. والعثور على جثة شاب مقتول بطلق ناري في الرأس بقرية الحلة العثور على جثة مقاول طوب مصاب بطعنات في أراضي زراعية بكفر الشيخ.. والأمن يكثف جهوده لكشف غموض الجريمة مصرع شاب بحبة الغلة في كفر شكر بالقليوبية.. خلافات أسرية وراء الحادث المأساوي الداخلية تكشف ملابسات صور وفيديوهات متداولة: ضبط سيارة بلوحات مزيفة في المنوفية وشابين استعرضا بدراجتين ناريتين بالفيوم ضبط طفل يقود ميكروباصًا محملًا بالركاب في بني سويف.. والداخلية تكشف التفاصيل قال ChatGPT: ضبط 4 عناصر جنائية بتهمة غسل 70 مليون جنيه من عائدات تجارة المخدرات مشاجرة دامية في المنصورة.. إصابة شابين بجروح خطيرة في مشاجرة بالأسلحة البيضاء خلف شركة المياه نهيار عقار في العصافرة شرق الإسكندرية وإصابة 3 أشخاص دون وفيات من الغضب إلى الموت.. شاب يخنق أخاه في حادث مأساوي بسبب الإدمان مصرع شاب بطلقات نارية على يد شقيقه الأصغر بمركز قنا دماء وعصير برتقال.. وفاة فكهاني على يد صديقه بسبب دين صغير من المدرسة إلى الجريمة: تلميذ يقتل زميله ويهدر دماءه في 3 أماكن مختلفة

دافع عن جارته المسنة.. حكاية مقتل شاب على يد بائع متجول في الوراق

جثة
جثة

في حي شعبي مكتظ بالأرواح والذكريات، كانت الشمس قد بدأت تغيب في سماء منطقة الوراق بالجيزة، ملقية بظلالها على الأزقة الضيقة التي تعرف أسرار أهلها. في ذلك اليوم المشؤوم، لم يكن أحد يدري أن الأقدار تحمل في طياتها مأساة جديدة ستبقى محفورة في قلوب الجميع.

دافع عن جارته المسنة.. حكاية مقتل شاب على يد بائع متجول في الوراق

كان "كريم محمد"، شاب في أواخر العشرينات من عمره، يعمل سائق توك توك، عاش طوال حياته في نفس الحي، بين الأهل والجيران الذين يعرفونه حق المعرفة، "كريم" كان محبوبًا من الجميع، خاصة من كبار السن الذين يرونه دائمًا مستعدًا للمساعدة دون تردد، كانت حياته هادئة وبسيطة، يسعى لكسب لقمة العيش بكرامة، ويحرص على تقديم المساعدة لعائلته، خاصة عمته المريضة بالسرطان التي كان يعتني بها كأنها والدته.

في أحد الأيام، وبينما كان كريم عائدًا من عمله، سمع ضجيجًا متصاعدًا في الشارع، كانت "أم صالح"، الجارة المسنة، تصرخ في وجه بائع متجول يستخدم ميكروفونًا عالي الصوت لترويج بضاعته، كانت تحاول إقناعه بالكف عن الصراخ، فقد أزعج الجميع في الحي، ولكن "رمضان الونش"، الشاب المعروف بتصرفاته العدوانية، لم يستجب لها، بل بدأ في إهانتها بألفاظ نابية.

لم يستطع الشاب "كريم" الوقوف مكتوف الأيدي، فاقترب من "الونش" مطالبًا إياه باحترام السيدة المسنة، كانت مشاعر الغضب تشتعل في صدره، لكنّه حاول الحفاظ على هدوئه، قال للونش: "احترم سنها، الناس في الشارع كلها تعبانة ومش ناقصة دوشة"، ولكن "رمضان الونش" لم يستجب بل رد بتهكم: "أنت مالك؟! إنت مش محامي الحارة، أصلاً أنا مبحبكش".

تطورت المشادة الكلامية بينهما بسرعة، وتوعد الونش للشاب بالانتقام، لم يأخذ كريم تهديده بجدية في ذلك الوقت، ظنّ أن الأمر لن يتعدى كلمات طائشة نطقت في لحظة غضب.

في اليوم التالي، كان كريم يسير في نفس الشارع، لم يتوقع أن المتهم يترصده في زاوية مظلمة، ينتظر اللحظة المناسبة لينفذ وعيده، عندما اقترب "كريم"، استل "رمضان" مطواة من ملابسه وتوجه نحوه دون سابق إنذار، في لمح البصر، طعنه في قدمه، كانت الطعنة عميقة، قطعت أوتار ساقه.

تألم كريم بشدة، وحاول الدفاع عن نفسه بكل ما أوتي من قوة، أمسك بكرسي حديدي كان قريبًا منه في محاولة لإبعاد المعتدي، لكن رمضان كان أكثر عدوانية، طعنه مرة أخرى، هذه المرة في صدره، سقط كريم على الأرض، فاقدًا القدرة على الوقوف، لم يتوقف رمضان عند هذا الحد، بل ركل كريم بقدمه عدة مرات، وكأنه يريد أن يمحو كل أثر له من هذه الحياة، وفي لحظة انتصار قاسية، وضع قدمه على صدر كريم وقال ببرود: "عشان تعرف ترفع الكرسي في وشي".

في هذه اللحظة، كان صوت صراخ الناس يملأ المكان، هرع والد كريم، إلى موقع الجريمة بعد أن سمع صراخ الجيران ينادونه: "ابنك بيموت يا عم محمد"، وصل ليرى ابنه ممددًا على الأرض، غارقًا في دمائه. كانت تلك اللحظة التي تحطمت فيها قلوب الأسرة إلى الأبد.

نقل كريم إلى المستشفى بسرعة، ولكن الأطباء لم يتمكنوا من إنقاذه، توفي كريم بعد دقائق قليلة، تاركًا خلفه والدًا مكلومًا، وأمًا لم تتوقف عن البكاء، وعمة مريضة بالسرطان كانت تعتمد عليه في كل شيء، لقد رحل كريم، ولكن صدى الحادثة لم يتوقف عن الانتشار في الحي، الجميع كان يتحدث عن الشاب الذي فقد حياته دفاعًا عن جارة مسنة.

رمضان الونش تم القبض عليه، واعترف بارتكاب الجريمة، ولكن، لا شيء يمكن أن يعيد كريم لأسرته كانت الحياة قد فقدت أحد أفرادها المخلصين، وتحولت أيام عائلته إلى ليالٍ مظلمة لا ضوء فيها.

في ذلك الحي الصغير، ستظل ذكرى كريم حاضرة، شاب ضاع في لحظة جنون، ترك وراءه جرحًا لا يلتئم في قلوب أهله وجيرانه.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found