من الشارع إلى منصة الإعدام.. حكاية أب ونجليه أنهوا حياة شاب في السلام

لم يكن أحد من سكان منطقة النهضة بالسلام يتخيل أن خلافًا عابرًا بين شابين حول غطاء رأس "كاب"، سيتحول إلى مأساة تكتب بدماء شاب عشريني عرفه أصدقاؤه بلقب "أوسا"، لتنتهي الواقعة بجريمة قتل بشعة هزت الشارع المصري.
البداية.. شرارة أشعلت الخصومة
القصة بدأت حين نشبت مشادة كلامية بين "موسى" وزميله "أوسا"، على خلفية خلاف تافه حول "كاب"، سرعان ما تطورت المشادة إلى اشتباك بالأيدي أمام المارة. تدخل الأهالي لفض النزاع، لكن ما حدث ترك في نفس "موسى" شعورًا بالمهانة أمام الناس، ليتحول الغضب إلى رغبة عارمة في الانتقام.
الانتقام.. الأب والابنان يتحدون
عاد "موسى" إلى منزله محملًا بالغضب، وروى لوالده "شبانة" وشقيقه "محمد" ما جرى، ليجتمع الثلاثة على قرار واحد: التخلص من "أوسا". جهزوا أسلحة بيضاء؛ سيف، سكين، وعصا خشبية، واتجهوا صوب منزل الشاب المنتظر قدره المحتوم.
لحظة الجريمة
لم يمنح الثلاثة "أوسا" فرصة للهرب أو الدفاع عن نفسه، فباغته الأب بضربة غادرة بعصا غليظة أطاحت به أرضًا، ثم انهال الثلاثة عليه ضربًا وطعنًا. جروح قطعية نافذة مزقت جسده، إحداها أصابت شريانه العضدي الأيسر لتتسبب في نزيف غزير لم يمهله طويلًا.
ارتفعت الصرخات وتجمهر الأهالي، لكن التهديدات الصارخة من المتهمين بالسلاح الأبيض أرعبت الجميع. خرجت والدة "أوسا" على صرخات الجيران لتجد ابنها غارقًا في دمائه، تحاول احتضانه والاستنجاد، لكنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة.
سقوط الجناة
على الفور كثفت الأجهزة الأمنية بالقاهرة جهودها، وتمكنت من ضبط الأب ونجليه وبحوزتهم الأدوات المستخدمة في الجريمة. وأقرت التحقيقات التي حملت رقم 1746 لسنة 2024 جنايات السلام أول بأن المتهمين بيتوا النية لقتل المجني عليه، بعد تجهيز أسلحة بيضاء استخدمت في تنفيذ الجريمة.
الطب الشرعي والمحاكمة
أكد تقرير الطب الشرعي أن المجني عليه تعرض لضربات متتالية أحدثت جروحًا عميقة، بينها إصابة قطعت شريان الذراع الأيسر وأدت إلى نزيف قاتل.
وعلى مدار عدة جلسات، استمعت المحكمة إلى مرافعات النيابة والدفاع وأقوال الشهود، قبل أن تصدر حكمها الصارم:
-
إعدام الأب "شبانة" شنقًا بالإجماع بعد موافقة المفتي.
-
السجن المشدد 15 عامًا لكل من الابنين "موسى" و"محمد".
النهاية المأساوية
تحولت مشادة عابرة حول "كاب" إلى مأساة دامية أنهت حياة شاب في مقتبل العمر، وزجت بأسرة كاملة خلف القضبان، لتبقى الحادثة شاهدًا على كيف يمكن لخلاف تافه أن يكتب نهاية مأساوية بالدم والدموع.