حوادث اليوم
الأحد 19 مايو 2024 01:58 صـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

تاريخ الغربية في عيدها القومى

محافظة الغربية
محافظة الغربية

لقد اختارت محافظة الغربية يوم 7 أكتوبر من عام 1798 م عيدا قوميا لها يعكس قوة إراداتها وأصالة وصمود شعبها فى مقاومة فلول الحملة الفرنسية ، وأصبح يوم السابع من أكتوبر من كل عام علامة مضيئة فى مسيرة الغربية تحتفل به كل عام .

ففى ذلك اليوم أصدر قائد الحملة الفرنسية ( نابليون بونابرت ) أوامره إلى الجنرال فوجيير بجمع الضرائب من أهالي مدينة طنطا ، وكان مولد السيد البدوي قائما فامتنع الأهالي عن دفع الضرائب وأصبحت الحالة تنذر بالثورة بعد أن تجمهر الأهالي في ساحة المولد .

فأضطر فوجيير بإرسال كتيبة بقيادة الكولونيل لوفيفر الى طنطا وأمره باعتقال زعماء المدينة وأخذهم رهائن وإخضاع القرى المجاورة لمدينة طنطا وأخذ منها رهائن وإرسالهم إلى القاهرة لضمان هدوء البلاد ،وأمره أيضا بفرض غرامات عليهم وفى ذات الوقت كان الفرنسيون يخشون القداسة الدينية لمدينة طنطا عند المسلمين لذا كانوا على حذر معها دون غيرها من المدن ، ومن أجل ذلك استشار فوجيير الجنرال بونابرت فى أمر المدينة فى رسالته إليه بتاريخ 6 أكتوبر .

وجاءه رد بونابرت بالجنوح الى الحكمة وأخذ الثائرين باللين لأنه يخشى عاقبة رد فعل الاهالى في مدينة دينية كطنطا ولكن هذا الرد وصل إلى فوجيير بعد فوات الأوان فقد وقعت الثورة ......

ففى 7 أكتوبر 1798 م وصل الكولونيل لوفيفر تجاه طنطا ورابط بجنوده أمامها وأرسل إلى حاكم المدينة سليم الشوربجى يأمره بإرسال أربعة من كبراء المدينة ليكونوا رهائن عنده وحتى تستقر الأمور

ولكن سليم الشوربجى جاءه بأربعة من أئمة مسجد السيد أحمد البدوى بعد رفض أكابر المدينة الحضور وإعطاء القائد الفرنسي موثقا بالمحافظة على السكينة والخضوع للاستعمار وكان مولد السيد البدوى قائما في ذلك الوقت ، وآلاف من الناس مجتمعين فى طنطا من مختلف بلدان القطر المصري .

وعندما هم لوفيفر بإنزال الرهائن الأربعة إلى المركب ليبعث بهم إلى القاهرة ، حتى هرع الأهالى مسلحين بالبنادق والحراب وغيرها ، وهم يصيحون صيحات الغضب والثأر للرهائن ويرفعون بيارق الطرق الصوفية على اختلافهم ، فأجتمع الأهالي من كل حدب وصوب واندفعوا على كتيبة الكولونيل لوفير فى محاولة لمنع الرهائن .

فقامت معركة كبيرة بين الطرفين استمرت عدة ساعات بين أسلحة حديثة ملكها الفرنسيون ، وأسلحة تقليدية فى يد المصرين و رغم هذا التفاوت الواضح فى قوة السلاح بين الطرفين إلا أن لوفيفر رأى أن عدد جنوده لا يستطيعون الصمود أمام تلك الجموع الغفيرة فبادر بإنزال الرهائن إلى المراكب والدفع بعدد كبير من جنوده إليها وترك عدد من الجنود على الشاطئ لحماية المراكب ، وظلت المعركة قائمة حتى جنى لليل ورحلت المراكب وقدر لوفيفر عدد شهداء المسلمين بعده ألاف وبينما كانت خسائر الفرنسيين حوالى ثلثمائة بين قتيل وجريح .

وكانت موقعة طنطا من كبرى المعارك التى شهدتها الحملة الفرنسية فى مصر ،واتخذ يوم 7 أكتوبر من كل عام عيدا قوميا لمدينة طنطا تخليدا لهذه الموقعة العظيمة وشهداءها الأبرار .

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found