جريمة إنسانية : احتجاز طفل مصاب بالتوحد داخل غرفة مهجورة 10 سنوات كاملة
هزّت واقعة إنسانية صادمة الرأي العام في أجدابيا شرق ليبيا، بعد كشف الأجهزة الأمنية عن احتجاز أب لطفله المصاب باضطرابات طيف التوحد داخل غرفة مهجورة لمدة عشر سنوات، في واحدة من أبشع قضايا الإهمال الأسري وسوء المعاملة التي عرفتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وسط مطالبات واسعة بمحاسبة المتورطين وتعزيز آليات حماية الأطفال، خصوصًا من ذوي الإعاقة.



5
كيف بدأت القصة؟ بلاغ أمني يكشف مأساة خفية
بدأت فصول القضية عقب تلقي فرع جهاز المباحث الجنائية معلومات دقيقة حول تعرض طفل يُدعى «قصي» (مواليد 2015) لسوء معاملة قاسية واحتجازه منذ طفولته المبكرة داخل مكان معزول، بعيدًا عن مسكن الأسرة الرئيسي، في ظروف غير آدمية.
تحريات دقيقة ومتابعة سرية
قامت الأجهزة الأمنية بجمع المعلومات والتحقق منها عبر تحريات ميدانية موسعة، شملت رصد الموقع المشتبه به ومتابعة تحركات الأب، قبل التأكد من صحة البلاغ وخطورة الوضع، خاصة في ظل اختفاء الطفل عن الأنظار لسنوات دون أي تواصل مع محيطه الاجتماعي أو التعليمي.
مداهمة موقع الاحتجاز: صدمة إنسانية
عقب استكمال التحريات، داهمت قوة أمنية الموقع لتُفاجأ بوجود الطفل داخل غرفة مهجورة ملحقة بحظيرة دواجن خارج المنزل، حيث عاش معزولًا تمامًا عن العالم الخارجي.
حرمان كامل من أبسط حقوق الحياة
أظهرت المعاينة أن الغرفة تفتقر إلى التهوية والإضاءة الطبيعية، ولا تتوافر فيها أدنى مقومات المعيشة الآدمية. كما تبين أن الطفل حُرم من ضوء الشمس، والتعليم، والرعاية الصحية، وعاش في عزلة قاسية طوال سنواته الأولى.
حالة صحية ونفسية حرجة
أكدت التحقيقات الطبية الأولية أن الطفل يعاني من سوء تغذية حاد وإهمال مزمن، إضافة إلى تدهور حالته النفسية نتيجة العزلة الطويلة، وهو ما يتطلب برنامجًا علاجيًا وتأهيليًا طويل الأمد.
نقله إلى المستشفى
تم نقل الطفل فور تحريره إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، حيث وُصفت حالته بأنها حرجة، وتستلزم متابعة دقيقة من فرق طبية ونفسية متخصصة، مع توفير بيئة آمنة لإعادة تأهيله ودمجه تدريجيًا في المجتمع.
القبض على الأب والمتابعة القانونية
ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الأب المتهم على الفور، وبدأت إجراءات التحقيق الرسمية معه لكشف ملابسات الجريمة ودوافعها، وتحديد المسؤوليات القانونية، خاصة بعد التأكد من أن الأب يعمل في أحد المرافق التعليمية، ما أثار تساؤلات خطيرة حول الرقابة المؤسسية والاجتماعية.
اتهامات بالإهمال وسوء المعاملة
تشمل التحقيقات شبهات الإهمال الجسيم، وسوء المعاملة، وحرمان طفل من حقوقه الأساسية، وهي اتهامات قد تترتب عليها عقوبات مشددة وفق القوانين الليبية.

غضب شعبي وتساؤلات مجتمعية
أشعلت الواقعة موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر آلاف النشطاء عن صدمتهم واستنكارهم، متسائلين:
-
كيف تمر جريمة إنسانية بهذا الحجم دون اكتشاف لعشر سنوات؟
-
أين دور الرقابة الاجتماعية والمؤسسات المعنية بحماية الطفل؟
-
كيف لم تُرصد حالة طفل مصاب بالتوحد داخل أسرة معروفة في المجتمع المحلي؟
مطالبات بالمحاسبة وتعزيز حماية الأطفال

طالب حقوقيون ونشطاء بضرورة محاسبة جميع المتورطين، وعدم الاكتفاء بمساءلة الأب فقط، مع الدعوة إلى:
-
تفعيل آليات التفتيش الاجتماعي.
-
تعزيز دور مؤسسات حماية الطفل.
-
إنشاء قواعد بيانات لمتابعة الأطفال من ذوي الإعاقة.
-
إطلاق حملات توعية للأسر حول اضطرابات طيف التوحد وسبل التعامل الإنساني معها.
رسالة إنسانية عاجلة
تعيد هذه القضية فتح ملف حقوق الأطفال وذوي الإعاقة في المجتمعات العربية، وتؤكد أن الصمت والتجاهل قد يحولان البيوت إلى سجون خفية، إذا غابت الرقابة وتراخت المسؤوليات.















