تحذير عالمي: جدري القرود يهدد العاملين في القطاع الصحي وسط تفاقم الأزمة في الكونغو
في خضم التحديات الصحية العالمية المتزايدة، يعود الحديث عن مرض جدري القرود ليشغل الساحة مجددًا، حيث يواصل هذا الفيروس تهديد صحة الإنسان وسلامته على مستوى العالم. لم يعد الأمر يقتصر على مناطق معينة، بل امتد تأثيره ليشمل الفئات الأكثر عرضة للإصابة، وعلى رأسها العاملون في القطاع الصحي. هؤلاء الجنود في الصفوف الأمامية، الذين يتحملون عبء مواجهة الأمراض والأوبئة، باتوا اليوم في مرمى نيران هذا الوباء الذي لا يعرف الرحمة. ومع تسجيل حالات جديدة يومًا بعد يوم، تزداد الحاجة إلى تعزيز الجهود الوقائية وتوعية المجتمعات بمخاطر هذا الفيروس القاتل.
العاملين بالقطاعات الصحية هم من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمرض جدري القرود
أكدت الدكتورة فريدة محجوب، المسؤولة التقنية في وحدة الوقاية من الأخطار المعدية بمنظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الاثنين، أن العاملين بالقطاعات الصحية هم من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمرض جدري القرود. وأضافت أن المرض يصيب الأشخاص في مختلف الأعمار، وأنه لا توجد علامة محددة تحدد توقيت الإصابة، حيث تمتد فترة الحضانة من يوم إلى 21 يوماً، فيما تظهر الأعراض خلال فترة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. وأشارت إلى أن تشخيص المرض لا يزال يتطلب دقة بالغة نظراً لعدم وجود علامات مميزة تثبت الإصابة بشكل قاطع.
اللقاحات تعتبر إحدى الأدوات المهمة في السيطرة على المرض
من جهتها، أوضحت الدكتورة شذى محمد، مديرة أحداث جدري القرود بمنظمة الصحة العالمية، أن اللقاحات تعتبر إحدى الأدوات المهمة في السيطرة على المرض، لكنها ليست الوسيلة الوحيدة. حيث تعتمد السيطرة أيضًا على وسائل أخرى مثل التوعية والمتابعة الوبائية المستمرة. ورغم أن اللقاح يوفر وقاية من العدوى، إلا أنه نظرًا لعدم توفره بشكل واسع وعدم وجود دلائل كافية على فاعليته، توصي المنظمة بتطعيم فئات محددة فقط من المجتمع، دون اللجوء إلى تطعيم شامل.
سجلت السلطات الصحية في الكونغو عشرات الحالات الجديدة المصابة بالحمى
وفي تطور خطير للأزمة، سجلت السلطات الصحية في الكونغو عشرات الحالات الجديدة المصابة بالحمى، في وقت تعاني فيه المستشفيات من نقص حاد في الأدوية وضيق المساحات اللازمة لاستيعاب تدفق المرضى. وتجدر الإشارة إلى أن الكونغو تعد مركزاً لتفشي مرض جدري القرود، وهو الوضع الذي دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عامة على المستوى العالمي الشهر الماضي، مما يعكس خطورة الوضع والحاجة الملحة لاتخاذ تدابير عاجلة للحد من انتشار هذا الوباء.