فيديوهات الأثارة المفتعلة
أمي خط أحمر».. فيديو كسر النيش يثير الجدل: محتوى مُفتعل بحثًا عن الترند؟
انتشر خلال الساعات الماضية فيديو لشخص يحمل مطرقة ويكسر زجاج «النيش» بزعم أن والدته كانت تريد كوبًا لتشرب فيه، مرددًا عبارة: «أمي خط أحمر». وقد أثار المقطع حالة واسعة من التفاعل بين التأييد والانتقاد، قبل أن تتضح مؤشرات قوية على أن الفيديو مفبرك ومُعد مسبقًا بحثًا عن المشاهدات والانتشار.
ما الذي حدث؟
يظهر الرجل في الفيديو وهو يقتحم ضلفة «النيش» بالمطرقة لفتحها، بدعوى الإسراع لإحضار كوب لوالدته. إلا أن ملاحظات المتابعين كشفت تناقضات عدة:
-
لم تُكسر أي قطعة من محتويات النيش رغم تناثر الزجاج.
-
حركة التصوير والمونتاج بدت محسوبة ومكررة في أكثر من لقطة.
-
الرجل معروف بتقديم مقاطع «ترند» تمثيلية على منصات التواصل.
هذه المؤشرات عززت قناعة كثيرين بأن الفيديو مصنوع للإثارة لا أكثر، وأن عبارة «أمي خط أحمر» استُخدمت كمدخل عاطفي لجذب التفاعل.
لماذا تنتشر هذه المقاطع؟
يرى مختصون في الإعلام الرقمي أن مقاطع «الصدمة/المفاجأة» تحقق وصولًا سريعًا على المنصات، خاصةً حين تتضمن شحنة عاطفية (الأم/الأسرة) أو سلوكًا صادمًا (تكسير، مبالغة). ومع خوارزميات تُكافئ مدة المشاهدة والمشاركة، يصبح إنتاج محتوى مفتعل طريقًا مختصرًا للترند حتى لو كان مضللًا.
أثر اجتماعي مُزعِج
-
تطبيع السلوك العدواني: تكرار مشاهد تكسير الممتلكات يروّج لسلوك غير مسؤول لدى المراهقين.
-
ابتزاز عاطفة الجمهور: استغلال رمزية الأم لإضفاء شرعية على محتوى استعراضي.
-
تشويش على القضايا الجادة: تحويل النقاش العام إلى «ترندات» سطحية تُضعف الاهتمام بالموضوعات المهمة.
كيف نميّز المحتوى المفتعل؟
-
اسأل عن المنطق: هل النتيجة المتوقعة حدثت؟ (عدم كسر أي قطعة داخل النيش رغم تناثر الزجاج مؤشر عدم منطقية).
-
راقب اللقطات: زوايا متعددة ومونتاج مُتقن قد تعني إعدادًا مسبقًا.
-
تتبّع صانع المحتوى: هل سبق له نشر مقاطع تمثيلية؟
-
توقّف قبل المشاركة: لا تمنح «الترند» ما يريده من انتشار إن لم تكن واثقًا.
ردود فعل المستخدمين
تباينت التعليقات بين من رأى في الفيديو «دفاعًا عن الأم» ومن وصفه بـ «تمثيل رخيص». كثيرون سخروا قائلين إن صاحب المقطع «تجنّب كسر أي قطعة داخل النيش، لأنه يعرف العواقب»، في إشارة إلى أن المشهد صُمم ليبدو فوضويًا دون خسائر حقيقية.
التحقق قبل التصديق ضرورةً
القصة تعكس واقعًا رقميًا أصبح فيه «الترند» غاية بحد ذاته. ومهما كانت الرسالة المعلنة («أمي خط أحمر»)، يبقى التحقق قبل التصديق ضرورةً، حتى لا نكون وقودًا لدوامة المحتوى المفتعل.















