الخميس 28 مارس 2024 10:44 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

خبيب بن عدي .. من العبودية .. إلى السيادة

حسن سليمان
حسن سليمان


بطل فوق الصليب
يقول في وصفه حسان بن ثابت .. شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم
صقرا توسط في الأنصار منصبه ..
سمح السجية محضا غير مؤتشب ..
يعلم الأمة .. بل يعلم البشرية
درسا في الفداء ..
هذا الجسد المرفوع على الصليب ..
عابدا .. ناسكا ..
يحمل طبيعة الناسكين ..
يحمل شوق العابدين ..
يقبل على العبادة بروح العاشق ..
يقوم الليل ..
يصوم النهار ..
يقدس الله رب العالمين ..
يوضع في القيد وصديقه .. زيد بن الدثنة ..
يحكم البغاة القيد .. ويقاد خبيب وزيد إلى مكة ..
يباع خبيب بن عدي إلى بنو الحارث بن عامر قتيل بدر
كان خبيب قد أرداه قتيلا يوم بدر
اشتروه ليعدوا له مصيرا يشفي أحقادهم ..
يسلم خبيب قلبه .. وأمره .. ومصيره إلى خالقه ..
يقبل على تعبده وتنسكه
لا يعبأ بالقيد .. ولا بالمصير المحتوم
تدخل عليه إحدى بنات الحارث الذي كان أسيرا في داره
ترى العجب !!..
تنادي الناس : أن هلموا .. لتشاهدوا عجبا !! ..
يحمل خبيب بن عدي قطف عنب .. يأكل منه
وما بمكة كلها حبة عنب واحدة !!!
يساومونه على إيمانه
يظهر لهم خبيب إيمانا ..
كالشمس قوة .. وبعدا .. ونورا .. ونارا ..
يقاد خبيب بن عدي إلى مصرعه ..
يستأذن في أن يصلي ركعتين ..
يصلي في خشوع وخضوع .. وسلام .. وإخبات ..
يقول : والله .. لولا أن تحسبوا أن بي جزعا من الموت ..
لازددت صلاة !! ..
يسن صلاة .. لم يسبقه بها أحد في هذا الموضع ..
يرفع يده إلى السماء :
( اللهم أحصهم عددا .. وأقتلهم بددا )
تصفح وجوههم في عزم .. وراح ينشد
ولست أبالي حين أقتل مسلما
على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ
يبارك على أوصال شلو ممزع .
تنهش أيادي الغدر في جسده ..
لم يعطي الدنية من دينه .. لم يغمض عينيه
يقترب منه أحد زعماء قريش قائلا :
أتحب أن محمدا مكانك .. وأنت سليم في أهلك ؟ ..
يصيح خباب كالرعد في وجه قاتليه ..
والله ما أحب أني في أهلي وولدي ..
معي عافية الدنيا ونعيمها ..
ويصاب رسول الله بشوكة !!!
ثقة .. ثبات .. جعل أبا سفيان وكان لم يسلم بعد ..
يضرب كفا بكف ويقول :
والله ما رأيت أحدا يحب أحدا ..
كما يحب أصحاب محمد محمدا ..
تفارق روح خبيب إلى الجنة ..
تاركة الجسد معلقا فوق الصليب ..
لم تجرؤ الجوارح أن تقترب من جسد ..
يحفظه الخالق سبحانه
يأتي المقداد بن عمرو .. والزبير بن العوام ..
وينزلا جثمان صاحبيهما ..
( خبيب بن عدي ) ..
ويدفن في بقعة طاهرة ..
ولا يعرف أحد حتى اليوم
أين قبر خبيب بن عدي !!!
يظل خبيب بطلا فوق الصليب ..
ينتقل بإسلامه .. بإيمانه .. بيقينه ..
ينتقل سيدنا خبيب بن عدي :
( من العبودية .. إلى السيادة ) ...

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found